السلام عليكم.
الرجاء من مجتهدي هذا المنتدى والعلماء ان يشرحوا لي كيف يهجر المسلم زوجته في الفراش وكيف يتعامل معها بالبيت؟
هل يصاحبها مثلا عند زيارة اهلها او اهله في هذه المدة؟
هل يكلمها بالمنزل؟
هل يخرج معها؟
كم تطول هذه المدة؟
اتمنى ان سؤالي واظح.شكرا لكم اخوتي
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً : ليس الهجر مسألة مزاجية !
بل هي أدب رباني .
والهجر لا يكون إلا في حال نشوز الزوجة أو ترفّعها أو خشية ذلك .
كما أنه لا يكون إلا بعد الموعظة الحسنة للزوجة التي يُخشى منها ذلك .
كما أن الهجر لا يكون إلا في المضجع ، وهو هجر في المعاشرة ، أي يهجر معاشرتها ، لقوله تعالى : ( وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )
وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حق زوجة أحدنا عليه ؟
قال : أن تُطعمها إذ طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت - أو اكتسبت - ولا تضرب الوجه ، ولا تُقبِّح ، ولا تهجر إلا في البيت . قال أبو داود : ولا تُقبح : أن تقول : قبحك الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وقد يهجر الزوج زوجته في الكلام ، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وآلـى منهن شهراً .
ففي حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم آلـى من نسائه شهرا ، فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا أو راح ، فقيل له : إنك حلفت أن لا تدخل شهرا ؟ فقال : إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما . رواه البخاري .
ومعنى ( آلـى) أي حَلَف .
ومثل هذا يجوز إذا كان هناك مصلحة .
وأما مسألة الكلام مع الزوجة حال الهجر فهي أيضا راجعة للمصلحة .
ولا يتأتى أن يهجر الزوج زوجته لأجل نشوزها أو إعراضها عنه أو عصيانها له ثم يخرج معها في زيارة أو نُزهة ، بل يمنعها ذلك حتى يستقيم خُلُقها ، ويعتدل سلوكها .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد