*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.13 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
Lightbulb ما صحة هذا القول: أيّ عمل نَقوم به يجب أن تُصاحبه نِيّة لوجه الله تعالى، وإلاّ لا قيمة له؟
قديم بتاريخ : 28-03-2010 الساعة : 10:31 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ...... ما صحة هذا الكلام .......؟

عَلَّمَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات ، أي أنّ أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن تُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . فَـ نِـيَّة + عادة = عبادة

فجددوا نواياكم إخواني وأخواتي وشاركوا بها معنا ، فالدال على الخير كفاعله .

وهذه هي نيتي في هذا العمل .


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ثَبَت في الصحيحين مِن حديث عمر رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لامْرِئ مَا نَوَى ؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَة يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .

والـنِّـيَّة تَكون رُكْنـًا في العَمَل ، وتَكون شَرْط صِحَّـة ، وتَكون شَرْط كَمَال .
ففي الحَجّ والعُمْرَة الـنِّـيَّة رُكْن .
وفي كثير مِن العِبَادات كالطهارة والصلاة والصيام تكون الـنِّـيَّة شَرْط صِحَّـة ، أي لا يَصِحّ العَمَل إلاَّ بِها .
وفي أداء الزَّكاة - ومثلها أداء الدَّين - تكون الـنِّـيَّة شَرْط كَمَال .
أي من أُخِذَتْ مِنه الزَّكاة بَرئت ذِمّته ، ولو لَم يَنوِ أداء الزَّكاة ، ومثله من أدَّى دينا عليه أو على غيره ، تحقق المقصود ولو لم تُوجَد الـنِّـيَّة ، إلاَّ أن احتِساب ذلك يُحقق تَرتّب الأجر على ذلك العَمَل .

كَمَا أنه ليس كُلّ عَمَل تُوجَد فيه الـنِّـيَّة يُؤجر صاحِبه ، فلو تَقَرَّب إلى الله بغير ما شَرَع لم يترتّب عليه الأجر ولو وُجِدت الـنِّـيَّة .
وذلك لأنّ شَرْط قبول العَمَل : الإخْلاص لله ، والْمُتَابَعَة لِرَسُوله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن القيم رحمه الله : لَو نَفَع العِلْم بِلا عَمَل لَمَا ذَمّ الله سبحانه أحْبَار أهل الكِتاب ، ولو نَفَع العَمَل بِلا إخْلاص لَمَا ذَمّ الْمُنَافِقِين . اهـ .

أقول : ولو نَفَع العَمَل بِلا مُتابَعة للنبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ذَمّ الله أصحاب الوُجُوه الخاشِعة

فلا بُـدّ من اجتِماع الأمرين في العَمَل : الإخْلاص والْمُتَابَعَة .
قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) .
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : أخْلَصُه وأصْوَبه ، فإنه إذا كان خَالِصا و لم يكن صَوابا لَم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصا لم يقبل حتى يكون خَالِصا ، والْخَالِص إذا كان لله ، والصَّوَاب إذا كان على السُّـنَّة .

ولا تَكْفي الـنِّـيَّـة وَحْدها دون العَمَل ؛ إلاَّ في حال عدم الاستطاعة على أداء العمل .

كمَا أنه لا بُـدّ مع الـنِّـيَّـة مِن إحْسَان العَمَل ؛ ليَكون مَقْبُولا عند الله .
وفي الحديث : إن الرجل ليصلي سِتِّين سَنة ومَا تُقبل له صلاة ؛ لعله يُتمّ الركوع ولا يُتمّ السجود ، ويُتمّ السجود ولا يُتمّ الركوع .

ولا شَكّ أنَّ صَلاح الـنِّـيَّـة في الأعمَال الدنيوية واحتِسَاب الأجْر فيها مما يُؤجَر عليه الْمُسْلِم عدا ما جاء استثناؤه .
وفي خَبَر أبي موسى رضي الله عنه مَع مُعاذ رضي الله عنه : فَقَالَ مُعَاذ لأَبِي مُوسَى : كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي ، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا . قَال مُعاذ : أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي . رواه البخاري ومسلم .

ولا يَجوز التَّلَفُّظ بالـنِّـيَّـة ؛ لأنَّ الـنِّـيَّـة مَحَلّها القَلْب ، ولأنَّ التَّلَفُّظ بها أمْـرٌ مُحْدَث ، ولا يُتقرَّب إلى الله إلاَّ بِمَا شَرَع .

ولِذا لَمَّا سَِمع ابنُ عُمر رَجُلاً يَقُول عِند إحْرَامِه : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُـعَلِّم الناس ؟! أوَ ليس الله يَعْلَم مَا في نَفْسِك ؟

فلا يَقول مَن يُريد عَملا مِن الأعمال : نَوَيْتُ كذا ، ولا أنوي كذا . لأن هذا من البِدَع الْمُحْدَثَة
لا في صَلاة ، ولا في طهارة ، ولا في صيام ولا في حَجّ .
و الـنِّـيَّـة عَمَل قَلْبي وليستْ من أعمال الجوارِح حتى تظهر عليها .

وتَعاهُد الـنِّـيَّـة أمْر مُطلوب .
قال سُفيان الثوري : ما عَالَجْتُ شيئا أشَدّ عليّ مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تَتَقَلّب عَليّ .
وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية مِن فَسادها أشد على العَامِلين مِن طُول الاجتهاد .
وقيل لنافع بن جبير : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كَمَا أنْتَ حتى أنْوِي . قال : فَفَكَّر هُنَيْهَة ، ثم قال : امْضِ !
أي أنه لَم تَكُن له نِيَّـة لِشُهُود الجنازة .
وقال مطرف بن عبد الله : صلاح القلب بِصَلاح العَمَل ، وصَلاح العَمَل بِصَلاح النِّـيَّة .

وسبق :
كيف تُعقَد النيّة في القلب بالنسبة للعبادات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11257

عملت عملا أريد به وجه الله وقبول الناس ثم أردت تجديدالنية وجعلها خالصة لله ، فهل يجوز ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11735

ما هى النية الصالحة التى على المرء استصحابها في طلب العلم الشرعي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2309

ما حكم التلفظ بالنية أو النطق بها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2941

هل تدخل النية في التروك ، وهل هي شَرْط صِحّة أم شرط كمال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10376

هل تدخل فضائل الأعمال في حديث إنما الأعمال بالنيات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4990

ما صحة عبارة (إن حسن النية لا يصحح العمل) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15784


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل قراءة القرآن بِنِيّة التوفيق أو بأي نِيّة أخرى جائزة ؟ عبد الرحمن السحيم قسم القـرآن وعلـومه 0 15-10-2016 08:07 AM
القول للجنس الآخر إني أُحبك في الله ، وماذا يترتب على المحبة في الله من واجبات ؟ محب السلف إرشـاد المـرأة 3 19-03-2010 10:57 AM
أفعل بعض العبادات طاعةً لزوجي وأخشى أن تكون عبادتي ليست خالصة لوجه الله ناصرة السنة إرشـاد المـرأة 0 21-02-2010 11:43 PM
ارتديت النقاب لوجه الله ثم بعد ذلك دخلت عليه نوايا غير صالحة ناصرة السنة إرشـاد اللبـاس والزيـنـة 0 20-02-2010 10:47 PM
جمع نِيّة صوم ستّ مِن شوال وأيام البيض والاثنين والخميس محب السلف إرشــاد الـصــوم 0 14-02-2010 09:30 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى