|
|
المنتدى :
قسـم الأنترنـت
رأيكم في موضوع(تخيلي لو أن نبيك محمدا ً صلى الله عليه و سلم واقف على نهرالكوثر )؟
بتاريخ : 29-09-2012 الساعة : 04:15 AM
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تخيلي أخيتي لو ...........
تخيلي لو أن نبيك محمدا ً صلى الله عليه و سلم واقف على نهرالكوثر و يسألك :كيف ؟ أو لماذا ؟ إن وصلت إلى النهر لتشربي من يده الشريفة شربة لا تضمئين بعدها أبدا ً. أو إن منعت من الوصول إلى النهر .
تخيلي نفسك بهذا الموقف و أجيبي عن السؤالين جعلك الله ممن يُقال لهم : كيف ؟ و لا يُقال لهم : لماذا ؟
ما رأيك يا شيخ إحدى الأخوات وضعت هذا في قسم الحوار الراقي؟

الجواب :
لا إشكال في تخيّل الموقف ..
وإنما الإشكال في صِحّة المعلومات !
فالورود على الحوض ، وليس على نهر الكوثر ؛ لأن نهر الكوثر في الجنة ، والحوض في المحشر .
قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لأذودَنّ رِجالاً عن حوضي كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني ، فأقول : أمتي ، فيقول : لا تدري ! مَشّوا على القهقرى . قال ابن أبي مليكة : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نُفتن . رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنّ حَوضي لأبْعَد مِن أيْلة مِن عَدن ، والذي نَفْسِي بِيَدِه إني لأذُود عنه الرِّجَال كَمَا يَذود الرَّجُل الإبِل الغَرِيبَة عن حَوْضِه . قَالوا : يَا رَسُول الله وتَعْرِفُنا ؟ قال : نَعم ، تَرِدُونَ عَليّ غُرًّا مُحَجّلِين مِن آثَار الوُضُوء ، لَيْسَت لأحَدٍ غَيركم . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : اصبروا حتى تلقوني على الحوض .
وقال : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ،وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن أبي العز : الْحَوْضُ فِي الْعَرَصَاتِ قَبْلَ الصِّرَاطِ ، لأَنَّهُ يُخْتَلَجُ عَنْهُ ، وَيُمْنَعُ مِنْهُ أَقْوَامٌ قَدِ ارْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ ، وَمِثْلُ هَؤُلاءِ لا يُجَاوِزُونَ الصِّرَاطَ . اهـ .
وأما الكوثر فإنه نهر في الجنة .
قال البغوي عن الكوثر : والمعروف: أنه نهر في الجنة أعطاه الله رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تُرْبته أطيب مِن المسك ، وماؤه أحلى من العسل ، وأبيض من الثلج . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
روى البخاري من طريق أبي عبيدة عن عائشة رضي الله عنها قال : سألتها عن قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) ؟
قالت : نهر أُعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم ، شاطئاه عليه دُرّ مُجوف ، آنيته كعدد النجوم .
وروى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال : لَمَّا عُرِج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال : أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا . فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر .
وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أُنْزِلَتْ عليّ آنفا سورة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) .ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ : رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر ، فقال : هو نهر أعطانيه الله عز وجل في الجنة ؛ ترابه المسك ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل تَرِدُه طير أعناقها مثل أعناق الْجُزُر ( الإبل ) فقال أبو بكر : يا رسول الله إنها لناعمة ؟! فقال : آكلها أنعم منها . رواه الإمام أحمد .
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما أنا أسير في الجنة إذ عُرِض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ الْمُجَوَّف . قال : فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل . قال : فضربتُ بيدي فيه ، فإذا طينه المسك الأذفر ، وإذا رضراضه اللؤلؤ . رواه الإمام أحمد .
والرضراض : الحصى أو صِغار الحصى .
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : أَحَادِيث الْحَوْض صَحِيحَة ، وَالإِيمَان بِهِ فَرْض ، وَالتَّصْدِيق بِهِ مِنْ الإِيمَان ، وَهُوَ عَلَى ظَاهِره عِنْد أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة ، لا يُتَأَوَّلُ ، وَلا يُخْتَلَفُ فِيهِ . نقله النووي .
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : والذي يتلخص من الأحاديث الواردة في صفة الحوض أنه حوض عظيم ، ومورِد كريم ، يُمَدّ مِن شراب الجنة ، من نهر الكوثر الذي هو أشد بياضا من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، وهو في غاية الاتساع ، عرضه وطوله سواء ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر ، وفي بعض الأحاديث : أنه كلما شُرِب منه وهو في زيادة واتساع ، وأنه يَنبت في خلاله من المسك والرضراض من اللؤلؤ و قضبان الذهب ، ويثمر ألوان الجواهر ؛ فسبحان الخالق الذي لا يُعجزه شيء . اهـ .
وأحاديث الحوض بلغت حدّ التواتر .
قَالَ الْقَاضِي : وَحَدِيثه مُتَوَاتِر النَّقْل ، رَوَاهُ خَلائِق مِنْ الصَّحَابَة .
وقال ابن كثير بعد سياق روايات في الكوثر وصِفَتِه : وقد صح أصل هذا بل قد تواتر من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث ، وكذلك أحاديث الحوض .
وقال ابن أبي العز : الأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ تَبْلُغُ حَدَّ التَّوَاتُرِ ، رَوَاهَا مِنَ الصَّحَابَةِ بِضْعٌ وَثَلاثُونَ صَحَابِيًّا . اهـ .
أما أن تكون السُّقْيَا بِيده الشريفة عليه الصلاة والسلام فلا أعلم ثبوت ذلك .
وأما السؤال بِـ كيف أو لماذا ؟ فلا أدري ما المقصود به .. خاصة عند وُرود الحوض ..
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|