4.لا يخفى عن المسلمين المتيقظين هجوم معممي الشيعة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فما السبيل لتحصين أجيال أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هجماتهم الظاهرة والغير ظاهرة أيضا ؟
الجواب :
السبيل إلى ذلك بأمْرَين :
الأول : بيان فضائل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن نجعلهم أسوة وقُدوة للأجيال ، فهم الأبطال، وهم الرِّجَال ، وهم الذين زكّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وهم حَمَلة الدِّين إلى الأمم حتى وصَل إلينا كما اُنْزِل .
الثاني : بيان حقيقة الهجوم على الصحابة رضي الله عنهم ، وأن الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هو طَعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي دِين الله عزّ وَجَلّ ؛ لأنهم هم الذين حَمَلوا الدِّين غلينا ، وبلّغوه لنا .
وكُنت مرّة أتناقش مع مُعمم رافضي في المسجد النبوي .. فكان مما قلت له :
ما تقول في القرآن ؟
قال : هو كِتاب ربنا .
قلت : هل تعتقد صِحّته ؟
قال : نعم ( وأنا أعلم بِوجود روايات رافضية كثيرة تقول بِتحريف القرآن ) !
قلت : فمن جَمَع هذا القرآن ؟
فأجاب كُرْهًا : الصحابة !
قلت : مَن مِن الصحابة جَمَع القرآن ؟
فلم يُجِب !
قلت : أول مَن جَمَعه أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر رضي الله عنه ، ثم جَمَعه الْجَمْع الأخير عثمان رضي الله عنه ، ولذلك يُعْرَف المصحف بالمصحف العثماني ، ورسْم المصحف بالرسم العثماني .
قال بتثاقل وكُرْه : نعم .
قلت : يلزم من ذلك أن تقبل بإمامة مَن جَمَع القرآن ، أو تَرُدّ القرآن !
قال : لا تلازُم بينهما !
قلت : لو جاءك يهودي بِكتاب وقال : هذا كِتاب مِن نبيِّكم أو هذا كِتاب ربكم .. هل تقبله ؟
قال : لا !
قلت : هذا يؤكَّد أن بين جَمْع القرآن وبين إمامة مَن جَمَعوه تلازُم .
فَمَن قَبِل القرآن الذي جَمَعه الخلفاء الراشدين الثلاثة ، لَزِمه قبول إمامتهم ، ومَن ردّ إمامتهم ردّ ما جَمَعوه !
قلت له : وأنا أعرف أن الرافضة تُكفِّر الخلفاء الراشدين الثلاثة ..
قال : نحن لا نُكفِّرهم ..
قلت : وما تقول في دعاء صَنَميّ قُريش ؟
فأراد أن يخرج مِن هذا الحرج .. فطرح مسألة ثانية ! فقلت : دَعْنَا حتى ننتهي مِن تقرير أصل الأصول ، وهو القرآن ، ثم ننتقل إلى مسألة أخرى .
فالرافضة يتناقضون مع أنفسهم في معتقداتهم !
ويجب بيان هذا وأمثاله للأجيال ، ورَفْض دعوات التقارُب مع العقارب !
والله تعالى أعلم .
5. زرع حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب أبنائنا مطلب واجب علينا كآباء وأمهات , في ظل هالعولمة تاه بعض الآباء عن السبيل السليم في تربية الأبناء على زرع هذا الحب والدفاع عنه , فما السبيل فضيلة الشيخ ؟
الجواب :
يُقال : فاقِد الشيء لا يُعطيه !
كثير من الآباء والأمهات ليس لديهم أصلا فِكرة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أخلاقه ..
بل بعض الآباء اهتماماتهم سطحية ! كُروية أو فنية ! أو غيرها من سفاسف الأمور .
ونَجِد أنه يُعلِّق أولاده بِمَن يَرَاهم قُدوات مِن أهل الفن والرياضة !
يقول لي أحد الفضلاء : دخلت مرة محلّ ملابس رياضية ، فوجدت صَبِيًّا لا يتجاوز العاشرة يبحث ويُفتِّش بِحماس عن ملابس لاعب مشهور - واللاعب كافر – يقول : فنظرت إلى أبيه ، فرأيت عليه سيماء الخير والصلاح ، يقول : فنصحته أن لا يُعلِّق ابنه بمثل تلك السفاسف .. فكان ردّ ذلك الأب : لا تكون مُعقَّد ! بُكْرا يَكْبر ويَنْسَى !
قلت : وأين دورك ؟ والشاعر يقول :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوَّده أبوه
إننا لو أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حُبًّا صادِقا ، لورّثناه لأولادنا ، سُلُوكا وتَعَامُلا وأخْلاقا ، ولجعلناه عليه الصلاة والسلام أسوة وقُدوة ، امتثالا لأمر الله عَزّ وَجَلّ : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) .
إن صِدْق الْمَحَبَّة يُنادي على دليل الاتِّبَاع ، ودليل الاتِّبَاع يُنادي على بَيِّـنَة الامتثال والاقتداء .
قال ابن القيم :
أول نَقْدة من أثمان الْمَحَبة بَذْل الروح ، فما للمُفْلِس الْجَبَان البخيل وسومها ؟
بِدَم الْمُحِبّ يُباع وَصلهم ... فمن الذي يبتاع بالثمن
تالله ما هَزُلت فيستامها المفلسون ، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون !
لقد أُقِيمت للعَرض في سوق مَن يزيد ، فلم يُرْض لها بثمن دون بذل النفوس .
فتأخر البطَّالون وقام الْمُحِبُّون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنا ، فَدَارت السلعة بينهم ووقعت في يَدِ (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) .
لَمَّا كَثُر الْمُدَّعُون للمَحَبَّة طُولِبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ، فلو يعطى الناس بدعواهم لادَّعَى الْخَلِيّ حُرْقة الشَّجِيّ ؛ فَتَنَوَّع الْمُدَّعُون في الشهود ، فقيل : لا تُقْبَل هذه الدعوى إلاَّ ببينة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ، فَتَأخَّّر الْخَلْق كُلّهم وثَبَت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه ، فَطُولِبوا بِعَدَالة البينة بِتَزْكِية (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)
فتأخَّر أكثر الْمُحِبِّين وقام المجاهدون ، فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فَهَلِمّوا إلى بيعة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) .
وقال رحمه الله : إذا غُرِست شجرة الْمَحَبة في القلب وسُقِيت بماء الإخلاص ومُتابعة الحبيب أثْمَرَت أنواع الثمار ، وآتت أُكُلها كُلّ حين بإذن ربها ، أصلها ثابِت في قَرار القلب ، وفَرْعها مُتَّصِل بِسِدْرة المنتهى . اهـ .
إن غَرْس محبة النبي صلى الله عليه وسلم يكون بِنشر سُنّته ، والاقتداء به عليه الصلاة والسلام ، وتلمُّس هَدْيِه في كل شأن مِن شؤون الحياة ، كما قال سُفيان الثوري : إن استطعت ألاَّ تَحُكّ رأسك إلاَّ بِأثَر ، فَافْعَل .
وأن نأخذ بوصية إبراهيم الحربي رحمه الله إذ يقول : ينبغي للرَّجُل إذا سَمِع شيئا مِن آداب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمسك به .
وأن تُبيَّن لهم جوانب الرحمة والشفقة بأمَّته في دعوته عليه الصلاة والسلام ، بل تمتدّ شفقته عليه الصلاة والسلام بأمَّتِه إلى يوم القيامة ، حينما ينشغل الناس بأنفسهم ، بينما رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : أُمَّتي أمَّتي .
والله تعالى أعلم .
6.هناك من الشباب من تأثر بالغرب ( هداهم الله) وأصبحوا قدوته في ملبسهم وغيره ، والقدوة الحسنه هو رسولنا الكريم (عليه الصلاة وأتم التسليم) ولكن ضلوا عن السبيل , فماذا تنصحهم أو توصيهم به ؟
الجواب :
يُقال لهم : كل إنسان يُحْشَر يوم القيامة مَع مَن أحَبّ .
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الإعجاب باليابانيين ، تَبَعًا لكثرة متابعة أفلام ما يُسمَّى بـ "الإنمي " .
سمعت مرة صَبيًّا يتكلّم ببعض الكلمات اليابانية ، فقلت له : هل تُحِب اليابانيين ؟
قال : نعم .
قلت : هل تعلم أن مَن أحَبّ قومًا حُشِر معهم ؟
قال : صحيح ؟!
قلت : نعم ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يُحِبّ رُجُل قَومًا إلاَّ حُشِر معهم "
قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد .وقال الألباني : صحيح لغيره .
وقال عليه الصلاة والسلام لِرَجُل : أنت مع مَن أحببت . رواه البخاري ومسلم .
فليَضع الإنسان لِنفسه مكانها ، ولْيَخْتَر رُفقته في الدنيا وفي الآخرة .. إن خيرا فَخَير ، وإن شَرًّا فَشَرّ .
إن الـتَّشَبُّـه سبيل الضعفاء .. أما أقوياء الشخصية فهم ذوو شخصيات مُستقلِّة لا ترضى بالـتَّبَعِيَّـة ..
ولذلك نرى الطفل الصغير يُقلِّد الكبير ، ولا نرى العكس !
والـتَّشَبُّـه ذِلّة ومهانة ..
ولا يَقع الـتَّشَبُّـه إلاّ نتيجة إعجاب بين الْمُتَشبِّه والْمُتَشَبَّـه به .
قال ابن مسعود : إذا شَابَه الزِّيّ الزِّيّ شابَهَ القَلْب القَلْب .
يعني : أن المشابَهة في الظاهر تُورِث المشابَهة والمشاكَلة في الباطن .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : المشابهة في الظاهر تُورِث نوع مَودة ومحبة ومُوالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تُورِث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة .
وقال أيضا : النَّاس كَأَسْرَابِ الْقَطَا ؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضِ . اهـ .
فينجذب القَلْب إلى مَن شَابَهه ، وإلى مَن تَشَبَّه به ، ويَكْتَسِب مِن أخلاقهم مِن غير أن يَشعر بذلك .
وقد يُفضي الـتَّشبُّـه بِصاحِبه إلى الكُفر .
قال عليه الصلاة والسلام : مَن تَشَبَّه بِقَوم فهو منهم . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : إسناده جيد . وصححه الألباني .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَمَا ذَاكَ إلاَّ لأَنَّ الْمُشَابَهَةَ فِي بَعْضِ الْهُدَى الظَّاهِرِ يُوجِبُ الْمُقَارَبَةَ وَنَوْعًا مِنْ الْمُنَاسَبَةِ يُفْضِي إلَى الْمُشَارَكَةِ فِي خَصَائِصِهِمْ الَّتِي انْفَرَدُوا بِهَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَبِ ذَلِكَ يَجُرُّ إلَى فَسَادٍ عَرِيضٍ . اهـ .
وقال أيضا : أقل أحواله أن يَقْتَضي تحريم الـتَّشَبُّه ، وإن كان ظاهره يَقتضي كُفْر الْمُتَشَبِّه بهم ، كما في قوله : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) . اهـ .
وفي الحديث الآخر : لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا ، لاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى ، فَإِنَّ تَسْلِيمَ اليَهُودِ الإِشَارَةُ بِالأَصَابِعِ ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإِشَارَةُ بِالأَكُفِّ . رواه الترمذي ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ . وحَسّنه الألباني .
وقد يَزْعم بعض الشباب أنه لا يُعجَب بالكفار ، وزَعْمه كاذِب ؛ لأنه لو لم يُعجَب بهم لَمَا قلَّدهم.
وقد يَزعم آخَرون أنهم إنما يُعجَبُون بِلَعِب اللاعِب ، ونحو ذلك .
وهذا كله لا يجوز ؛ لأنه مِن باب الإعجاب بالكفار .
وقد يتشبّه بعض الشباب وبعض النساء بالكفار ، ثم يقولون : لا نقصد التشبّه بالكفار !
والـتَّشبُّه بالكفار لا يُشْتَرَط له القصد .
وسبق :
هَلْ يُشْتَرَط القَصْد أو النِّيَة فِي التَّشَبُّـهِ بِالْكُفَّارِ ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=24808
ولو تفكَّر العاقِل بحقيقة مِن يتشبَّه بهم لرفض ذلك التشبَّه أشدّ الرفض ، ولأبغضه أشدّ البُغض ..
ذلك أن يتشبَّـه بأقوام لا خلاق لهم ..
ويتشبَّه بأقوام يقولون في ذات الله قولا عظيما ، فَيَنسِبون إلى الله عَزّ وَجَلّ الصاحِبة والولد ..
ولو رأى عاداتهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم وكثير مِن سلوكياتهم داخل بلادهم ، لَعَرف حقيقة مَن يتشبَّه بهم !
في الأماكن العامة ، وفي المطارات ، وفي غيرها ، توجد أماكن مكشوفة للتبوّل – أعزكم الله – يقَف أمامها الشخص ليبول ، ثم يُغلِق فتحة سراويله دون أدنى تمسّح ! وهذا مما رأيته بِعني !
في الحدائق العامة : يخرج أحدهم مِن أجل تمشية " كلبِه " ، ويُضطّر إلى أن يأخذ معه مناديل ، فإذا قضى الكلب حاجته حَمَلها معه في منديل ! لئلا يُعاقَب مِن قِبَل رِجال القانون !
في نهاية الأسبوع ( السبت والأحد ) يُعدّ السير ببعض الطَّرق مُخاطَرة حيث يكثر السُّكَارَى على الطرقات !
وفي حياة القوم ( في أوربا وأمريكا ) مساوئ وجرائم يُخْفِيها الإعلام !
ومَن أراد الوقوف على شيء يسير مِن تلك الخفايا والجرائم والسلوكيات ، فليقرأ كِتاب "أمريكا كما رأيتها " تأليف : مختار خليل المسلاتي . ففي الكتاب حقائق وأرقام ووقائع تُظْهِر الوجه الآخر للحضارة الغربية !
وأوصي نفسي وإياهم أن نجعل مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة .
وأن نتشبَّه بالكِرام ، إن الـتَّشبُّه بالكِرام فلاح .
والله تعالى أعلم .
7. وبالمقابل تأثرت الفتيات تأثر كبير بالفنانات والمغنيات وأصبحن يتبعنهن بلا عقل و منطق , حتى بدأنا بأن نطالب جهاز الهية لتكوين قسم نسائي ينضوي تحت الهيأة ويتواجد بالتجمعات النسائية كالجامعات والمجمعات النسائية وأيضا في القسم النسائي بالجنادرية والمتنَزهات النسائية وغيره , فهل معنا الحق بالمطالبة ؟ وما نصيحتك لفتياتنا التي غرتهن الدنيا حتى أصبح النمص بالنسبة لهن أمرا عاديا ؟
الجواب :
هذا صحيح ، وقد انتشرت ظواهر كثيرة ، وخطيرة في نفس الوقت ، مِن مظاهِر عُريّ ، تتكشّف معها الصدور والظهور والبطون بِحُجّة أن عورة المرأة مع المرأة مِن السُّرَّة إلى الركبة !
وهذا القول لا دليل عليه ، بل هو قول ضعيف ، وقد دلَّت أدلّة الكتاب والسنة على خِلاف ذلك .
وسبق بسط القول في هذه المسألة هنا :
ضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/85.htm
ومما انتشر أيضا ظاهرة بدأت بالانتشار ، ألا وهي استرجال بعض الفتيات ! وهو ما يُسمّى بـ "البوي " ! وكلمة ( بوي ) كلمة أجنبية تعني ( وَلَد ) !
وهذا لا شك أنه أمر خطير ، وصاحبته ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومطرودة مِن رحمة أرحَم الراحمين ؛ لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله .
البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجِّلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم . رواه البخاري .
ولَمَّا قيل لعائشة رضي الله عنها : إن امرأة تلبس الـنَّعل . قال : لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل . رواه أبو داود ، وصححه الألباني .
وفي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
فهل يَرضى عاقل – رجلا كان أو امرأة – أن يُطْرَد مِن رحمة الله التي وسِعَت كل شيء ؟
وفي مقابِل ماذا ؟
في مقابِل أشياء ؛ إما خارجة عن الفِطرة ، مثل : الاسترجال ( البوي ) !
وإما أشياء تراها المرأة أنها زِينة ! وهي ليست كذلك ، مثل : النمص ، ووصْل الشَّعر ، والوَشْم ، والتفلَّج ، وغير ذلك مما حرَّمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وهي مع ذلك في غِنى عن ذلك كله ؛ لأن الله عَزّ وَجَلّ قد أباح لها مِن الزينة ما فيه كفاية وغُنية.
وتأبَى طوائف مِن النساء إلاّ أن يُرضين الشيطان ويَعصِين الرحمن ، وذلك بامتثال أمْر الشيطان الذي وَعَد فقال : (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأَنْعَامِ وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) ، ومع ذلك فَوَعْد الشيطان نهايته الخسران المبين ، ولذا قال الله عَزّ وَجَلّ بعد هذه الآية : (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا) .
وما أشدّ نَدامة العاصِين لله ، الْمُطِيعين للشيطان ، إذا وَقف بهم إبليس خطيبا في النار يُقرِّعهم ويُوبِّخهم ، ويقول لهم : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاََّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ) قال الحسن : يَقِف إبليس يوم القيامة خَطِيبا في جهنم على مِنبر من نار يَسمعه الخلائق جميعا .
وقال ابن كثير في تفسير الآية : يُخْبِر تعالى عَمَّا خَطَب به إبليس لَعنه الله أتباعه ، بعدما قَضَى الله بين عِباده ، فأدْخَل المؤمنين الجنات ، وأسْكَن الكافرين الدَّرَكَات ، فقام فيهم إبليس لعنه الله حينئذ خَطِيبًا لِيزيدهم حُزنا إلى حُزنهم ، وغَبْنًا إلى غَبْنِهم ، وحَسْرَة إلى حَسْرتهم ، فقال : (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ) أي : على ألْسِنَة رُسُله ، ووَعَدكم في اتِّبَاعهم النجاة والسلامة ، وكان وَعْدًا حَقا، وخَبَرًا صِدْقًا ، وأما أنا فَوَعَدتكم وأخْلَفْتكم ، كما قال الله تعالى : (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) .
ثم قال : (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ) ، أي : ما كان لي عليكم فيما دَعوتكم إليه مِن دَليل ولا حُجّة على صِدْق ما وَعَدْتكم به ، (إِلاََّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) بِمُجَرّد ذلك ، هذا وَقد أقَامَت عليكم الرُّسُل الْحُجَج والأدلة الصحيحة على صِدق ما جَاؤوكم به ، فَخالفتموهم فَصِرتم إلى ما أنتم فيه ، (فَلا تَلُومُونِي) اليوم ، (وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) ، فإن الذَّنْب لَكم ، لِكَونِكم خَالَفْتم الحجج واتبعتموني بِمُجَرّد ما دعوتكم إلى الباطل ، (مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) ، أي : بِنَافِعكم ومُنْقِذكم ومُخَلّصكم مما أنتم فيه ، (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) ، أي : بِنَافِعِيّ بإنْقَاذِي مما أنا فيه من العذاب والنكال . اهـ .
وأما المطالبة بِفروع نسائية للهيئات ، فأرى أنه مُطْلَب مُلِحّ ، وذلك لِكَثرة المنكرات النسائية التي تكون بين النساء .
وإن لم تُوجَد فتقع مسؤولية الإنكار على النساء ، وعلى أصحاب تلك المجمَّعات التجارية .
والله تعالى أعلم .