السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
أكرمك الله وأعزك وسدد خطاك
اللهم آمين
سؤالي عن صحة حديث :
يروى في الأثر أن الله إذا أحب العبد اشتاق إليه وإذا اشتاق إليه نادى ملك الموت وقال له يا ملك الموت اذهب واقبض روح عبدي فلان بن فلان فبعزتي وجلالي إني ذبت شوقا إليه,,
وجزاكم ربي خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا صِحّة له ، ولا يُوصف الله عزّ وجلّ بالشوق ، فضلا عن الزعم بأنه يقول : إني ذبت شوقا إليه !
فهذه من عبارات الصوفية !
والصوفية ليس عندهم من العلم إلاّ ما يزعمون أنه يُقذف في قلوبهم ! أو ما يَزعمونه من الكشف !
ويُروى نحوه عن راو ضعيف أنه رواه عن ابن عمر رضي الله عنهما .
قال ابن حجر : ووجدت في " المبتدأ " لأبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري أحد الضعفاء بِسَنَد له عن ابن عمر قال : قال ملك الموت : يا رب إن عبدك إبراهيم جزع من الموت فقال : قل له الخليل إذا طال به العهد من خليله اشتاق إليه . فبلغه فقال : نعم يا رب ، قد اشتقت إلى لقائك ، فأعطاه ريحانة فشمها ، فقُبِض فيها . اهـ .
فهذا مع ضعفه ليس فيه وصف الله عزّ وجلّ بالشوق ولا بالوجد !
قال الإمام السمعاني : واعلم أن أسماء الله تعالى على التوقيف ؛ فإنه يُسمَّى جوادا ولا يُسمى سَخيّا ، وإن كان في معنى الجواد ، ويُسمى رحيما ولا يُسمى رقيقا ، ويُسمى عالما ولا يُسمى عاقلا .
وقال ابن القيم : جميع ما أطلقه [الله] على نفسه من صفاته العُلى أكمل معنى ولفظا مما لم يُطلقه .
فالعليم الخبير أكمل من الفقيه والعارف ، والكريم الجواد أكمل من السّخيّ ، والخالق الباريء المصور أكمل من الصانع الفاعل ؛ ولهذا لم تجيء هذه فى أسمائه الحسنى ، والرحيم والرؤوف أكمل من الشفيق والمشفق .
فعليك بِمُراعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الأسماء والصفات والوقوف معها . اهـ .