إذا تَعرَّفَ الناسُ على الرؤساءِ والعُظماء والملوكِ فتَعرّفْ على مَلِكِ الملوكِ سبحانه وتعالى ، امْتِثالاً لِقوله عليه الصلاةُ والسلامُ : تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ (رواه الإمام أحمد (ح 2803)) .
الله جلّ جلالُه تَعرّفَ إلى عبادِه بأسمائه الحسنى وصِفاتِه العُلى .ومِن أسمائه : الودودُ (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) الذي يُحِبُّ ويُحَبُّ .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى : (الْوَدُودُ) : الحبيبُ المجيدُ الكريمُ . عَلّقَه البخاري .
قال شعيب عليه الصلاةُ والسلام لِقومِه : ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)
قال الإمام السمعانيُّ في تفسيرِه (2/453) : فِي الْوَدُودِ مَعْنيانِ : أَحدُهما : أَنَّ الْوَدُودَ هُوَ الْمُحِبُّ لِعِبَادِهِ . والثاني : أو الْوَدُودُ بِمَعْنى الْمَوْدُودِ ، أي : يُحِبهُ الْعبادُ لِفَضْلِه وإحسانِه .
وقال ابنُ الأثيرِ : في أسماءِ الله تعالى : الوَدُودُ ، وهو فْعُولٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ مِن الوُّدِّ ؛ الْمَحبَّةِ . يُقالُ : وَدَدْتُ الرَّجلَ أوَدُّهُ وُدا إذا أحْبَبْتَه . فاللهُ تعالى مَوْدُودٌ ، أيْ : مَحْبُوبٌ في قُلُوبِ أوْلِيَائه ، أو هو فَعُولٌ بِمَعنى فَاعِلٍ ، أي أنه يُحِبُّ عِبَادَه الصَّالِحين ، بمعنى أنه يَرْضَى عنهم (5/165) .
وفي لسانِ العَرَبِ : الوَدُودُ في أَسماءِ الله عزّ وجَلّ الْمُحِبُّ لعبادِهِ ، مِن قولِك : وَدِدْتُ الرجُلَ أَوَدّه ودّا ووِدَادا ووَدَادا (3/454) .
وقال ابن القيم : الوَدُودُ : الْمُتَوَدّدُ إلى عِبَادِهِ بِنِعَمِه الذي يَودُّ مَنْ تابَ إليه وأقبَلَ عليه ، وهو الودودُ أيضا ، أي : الْمَحْبُوبُ . قال البخاري في صحيحه : الوَدُودُ الْحَبِيبُ .
والتحقيقُ أنَّ اللفظَ يدُلُّ على الأمْرين : على كَوْنِهِ وَادّا لأوليائه ، ومَوْدُودًا لهم ؛ فأحدُهما بِالوَضْع ، والآخُرُ باللزومِ ؛ فهو الْحَبِيبُ الْمُحِبُّ لأوليائه : يُحِبّهم ويُحِبّونه . وقال شعيبٌ عليه السلام : (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) ، وما ألْطَفَ اقْتِرَانَ اسْمِ الوَدُودِ بِالرّحيمِ وبِالغَفورِ ؛ فإنَّ الرّجُلَ قد يَغفِرُ لمن أساء إليه ولا يُحِبُّه ، وكذلك قد يَرْحمُ مَن لا يُحِب ، والرّبّ تعالى يَغْفرُ لِعَبدِه إذا تَابَ إليه ويَرْحمُه ويُحِبُّه مع ذلك ، فإنه يُحبُّ التّوَابِين ، وإذا تاب إليه عَبْدُهُ أحبَّهُ ولو كان مِنه ما كان.
(التبيان في أقسام القرآن . ص (93) .)
الله تبارك وتعالى يَقبَلُ توبةَ مَن تاب إليه ، مهما كان جُرْمُه . لو أعرَض عنه العَبْدُ طِيلةَ عُمرِهِ ثم تاب إليه قَبْل الموتِ فإن اللهَ يَقبَلُ منه ، ويُؤيه ..
يُرْوَى أنه كان في بني إسرائيلَ شابٌّ عَبَدَ الله تعالى عشرين سنة ، ثم عَصَاه عشرين سنة ، ثم نَظَر في المرآة فرأى الشّيْبَ في لِحْيَتِهِ ، فسَاءه ذلك ، فقال : إلَهِي ، أطَعْتُك عشرين سنة ، ثم عَصَيتُك عشرين سنة ، فإنْ رَجَعتُ إليك أتَقْبَلُني ؟ فسَمِع قائلاً يقول - ولا يَرى شخصا - : أحْبَبْتَنا فأحْبَبْنَاك ، وتَرَكْتَنا فَتَرْكَناك ، وعَصَيتَنا فأمْهَلْنَاك ، وإن رَجَعتَ إلينا قَبِلْنَاك.
إحياء علوم الدين ، للغزالي (4/15).
قال إبراهيم بنُ شَيْبَانَ : كان عندنا شابٌّ عَبَدَ اللهَ عِشْرين سنةً ، فأتاه الشيطانُ ، فقال له : يا هذا ، أعَجِلْتَ في التوبةِ والعبادةِ ، وتَرَكتَ لَذّاتِ الدنيا ، فلو رَجَعتَ فإن التوبةَ بين يديك .
قال : فَرَجَعَ إلى ما كَانَ عليه مِن لَذّاتِ الدنيا ، قال : فكان يوما في مَنْزِلِهِ قاعِدًا في خَلْوةٍ فَذَكَرَ أيامَّه مع اللهِ فحَزِن عليها ، وقال : تُرى إنْ رَجَعتُ يَقْبَلُني ؟! قال : فَنُودِي : أنْ يا هذا ، عَبَدْتَنا فَشَكَرْناك ، وعَصَيْتَنا فأمْهَلْنَاك ، وإن رَجَعت إلينا قَبِلْنَاك.
تاريخ بغداد (8/215) . .
العَجَبُ أنَّ المالِكَ والسيّدَ يتوَدّدُ إلى عَبيدِه .
قال ابن القيم : ليس العَجَبُ مِن مَمْلُوكٍ يَتذَلّلُ للهِ ويَتعبّدُ لـه ، ولا يَمَلُّ مِن خِدمتِه مع حاجتِه وفَقْرِه إليه ، إنما العَجَبُ مِن مَالِكٍ يَتَحبُّبُ إلى مملوكِـه بِصُنُوفِ إنْعَامِـه ، ويَتَوَدُّدُ إليه بأنواعِ إحسانِه ، مع غِنَاه عنه !
كفى بِكَ عِـزّا أنك له عَبْد
وكَفَى بك فخرا أنه لك ربٌّ.
الفوائد . ص (35) .
وقال عن مَحَبة الله تعالى : فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُحَبَّ لِذَاتِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ مَحَبَّتُهُ وَاجِبَةً لإِحْسَانِهِ .
منهاج السنة النبوية (5/396).
كُلُّ ما قَضَاه حَقٌّ وخَيْرٌ ورَحْمةٌ
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.رواه مسلم (ح 2999) .
وأخْبَرَهم أنه هو الذي أنْزَل مِن السماء ماءً ، وجَعَل له خَزَائنَ في بَاطِنِ الأرض فحَفِظَه لهم ، فقال : (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) ، وقال : (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) .
وذَكّرَ عِبادَه بأنه الْمُنعِمُ المتفضّلُ ، وأنه الْمَلْجأُ والْمَعَاذُ في السرّاء والضّرّاء ، فقال : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ. رواه الإمام أحمد (ح 9701) والبخاري في " الأدب المفرَد " (ح 658) والترمذي (ح 3373) وابن ماجه (ح 3827) ، وحسّنه الألباني .
وهو تبارك وتعالى الطّيبُ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاّ طَيِّبًا .رواه مسلم (ح 1015) .
قَالَ الْقَاضِي : الطَّيِّبُ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَعْنَى الْمُنَزَّه عَنِ النَّقَائِصِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْقُدُّوسِ .شرح النووي على صحيح مسلم (7/100)
هو القائمُ على كلِّ نَفْس ، هو الحافِظُ لِكلّ مَخْلُوق ..
هو الْحَيِيّ السّتّير .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عزّ وجَلّ حَيِيّ سِتِّير يُحِبّ الْحَيَاءَ والسِّتْرَ .رواه الإمام أحمد (ح 17970) وأبو داود (ح 4012) والنسائي (ح 406) . وصحّحه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ.رواه الإمام أحمد (ح 23714) والترمذي (ح 3556) وابن ماجه (ح 3865) وصححه الألباني والأرنؤوط .
كَم سَتَر مِن قَبِيح ؟ وكَم نشَر مِن جَمِيل ؟
قَالَ رَجُلٌ لأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيمِيِّ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَال : أَصْبَحْتُ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ لا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟ : ذُنُوبٌ سَتَرَهَا اللَّهُ فَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَيِّرَنِي بِهَا أَحَدٌ ، وَمَوَدَّةٌ قَذَفَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ وَلَمْ يَبْلُغْهَا عَمَلِي.
رواه الإمام أحمد في " الزهد " ص (208) ، وابن أبي الدنيا في " الشّكْر " ص (18) والبيهقي في " الزهد الكبير " ص (223) .
الأول : العَظيم . قال البغوي : قال ابن عباس : "الجبارُ" هو العظيم ، وجَبَرُوتُ الله عَظَمَتُه . مَعَالِم التّنْزِيل في تفسير القرآن (تفسير البغوي) (8/87)
قال القرطبي : هَذَا الاسْمُ يَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ اللَّهِ وَتَقْدِيسِهِ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ النَّقَائِصُ وَصِفَاتُ الْحَدَثِ . الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (18/47) .
والمعنى الثاني : مِن القَهْر . أي : أنه يَقهَرُ غيرَه ، ولا يُقهَر . قال السُّدّيُّ ومقاتِلُ : هو الذي يَقهَرُ الناسَ ويُجْبِرهم على ما أرَاد . وسئلَ بعضُهم عن معنى الجبار ، فقال : هو القهّارُ الذي إذا أراد أمرًا فَعَلَه ، لا يَحْجِزُه عنه حاجِزٌ .
والمعنى الثالث : مِن الْجَبْرِ ، وهو الإصلاحُ . يُقال : جَبَرْتُ الأمرَ ، وجَبَرْتُ العَظمَ : إذا أصلحتُه بعد الكَسر ، فهو يُغْني الفقيرَ ، ويُصلِح الكَسِيرَ .مَعَالِم التّنْزِيل في تفسير القرآن (تفسير البغوي) (8/87)
وحتى الابتلاءُ مِنه فيه لُطفٌ خَفِيّ
إذا مَسّ بالسّرّاءِ عَمّ سُرُورُها *** وإن مَسّ بِالضّراءِ أعْقَبَها الأجرُ
ولا مِنْهما إلاّ له فِيه مِـنّةٌ *** تَضِيقُ بها الأوهامُ والبَرُّ والبَحرُ
قال شُرَيحٌ : ما أُصِيب عبدٌ بِمُصِيبة إلاّ كان لله عليه فيها ثلاثُ نِعَمٍ :
أن لا تكونَ كانت في دِينِه ، وأن لا تكونَ أعظمَ مما كانت ، وأنها كائنةٌ ، فقد كانت
رواه ابن أبي الدنيا في " الشّكْر " ص (30) .
قال سفيانُ : كان يُقالُ : ليس بِفَقِيهٍ مَن لم يَعدَّ البلاءَ نِعمَةً ، والرّخاءَ مُصِيبةً. رواه ابن المبارك في " الزّهد " ص (25) .
في الابتلاء : رِفعَةُ درَجات ، وتَكفيرُ سَيّئات ، ومَغْفِرَةُ زَلاّت .. هو أرْحَم الراحِمين .أعلَمَ عِبادَه بِسَعَة رَحمتِه ، فقال في كتابه : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي. رواه البخاري (ح 7404) ومسلم (ح 2751) .
لم يَقْتَصِرْ تَوَدّدُه سبحانه وتعالى على أوْلِيائِهِ ، بل تَوَدَّدَ إلى أعْدَائه ! قال رَبُّ العِزّة سبحانه مُخاطِبا مَن زَعَموا له صاحِبَةً وَوَلَدا : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ؟
وقال في حَقّ مَن قَتَلوا عِبادَه حَرْقًا بِالنار : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) . قال الحسن البصريُّ : انْظُرُوا إلى هذا الكَرَمِ والْجُودِ : قَتَلُوا أوْلِياءَه وهو يَدْعُوهم إلى التَوبةِ والْمَغْفِرَة . تفسير ابن كثير (8/271) .
تَوَدّدَ إليه الصالحون ، فَمَا رَدّهم خائبين، قالَ إبراهيمُ الخليلُ عليه الصلاة والسلام لأبيه : (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) .
وفي دعاءِ زكريا عليه الصلاة والسلام : (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) .
وفي دعاءِ يعقوبَ عليه الصلاة والسلام : يا ذَا المعروفِ الذي لا يَنقَطعُ أبَدا ، ولا يُحصِيه غَيرُك . دَعَا به يعقوبُ في لَيْلَةٍ ، فلم يَطلْعِ الفَجرُ حتى طُرِح القميصُ على وَجهِه فارتدَّ بَصيرا.الزهد ، لأحمد بن حنبل . ص (67) , وهو في " الكشف والبيان عن تفسير القرآن ، للثعلبي " (5/256) .
وفي رواية أنه قال : يَا كَثِيرَ الخَيْرِ، يَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أَبَدًا وَلا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ رُدَّ عَلَيَّ ابْنِيّ .رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " (9/312) .
قال يحيى بنُ معاذٍ الرازيُّ : إلَهِي ، أسألُك تَذَلّلا فأعْطِني تَفَضّلا .رواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " (2/387) .
كَتبَه : الشيخ عبد الرحمن السحيم
الرياض 23 رجب 1440 هـ