|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
سؤال عن وصف النبي ﷺ للوحي "أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس فيُفْصَم عني وقد وعيت عنه"
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 09:13 AM
شيخنا الفاضل بارك الله فيك لي سؤال حول الحديث التالي في البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيُفْصَم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلاً ، فيكلمني فأعي ما يقول.(رواه البخاري)
فالسؤال على فرعين عن تبليغ جبريل عليه السلام الوحيَ للنبي صلى الله عليه وسلم في الحالة الأولى وهي الأشد عندما يكون جبريل في صورته الملائكية .
أ- سمعت من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يتحول من الطبيعة البشرية إلى الطبيعة الملائكية في هذه الحالة من الوحي حتى يكون هناك تجانس على حسب ما يقول، فهل من دليل على هذا القول؟!
ب- وقول آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتقل أثناء الوحي إليه في هذه الحالة من صورته البشرية إلى صورة أخرى ليست ملائكية ولكنها كأنها تكون انسلاخ من صورته البشرية لملائمة الاتصال بالوحي.
فهل من دليل على هذا القول ؟ وهل اختلاف الطبيعتين "ملائكية وبشرية" يوجب وجود تحول لأحدهما لشيء آخر غير الذي يكون عليه الأول وليس مثله لإمكانية التواصل ؟ فالله لا يُعجزه شيء سواء كانت الطبيعتان متشابهتبن أم مختلفتين . فمن أين هذا الاشتراط للتحول لإمكانية التواصل بين طبيعتين ؟ فهل من دليل عليه ؟ ولماذا تؤخذ الشدة التي يلاقيها النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه في هذه الحالة أنه حصل له تحول ؟! فما قول فضيلتكم ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
والحديث مُخرّج في صحيح مسلم أيضا .
ولا أعلم أن لهذه الأقوال أصْلاً .
ولو كان هناك مثل هذا لاشتهر بين شُرّاح الحديث .
ولو كان يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم تحوّلاً لَمَا كان يُلاقي شِدّة أثناء تلقّي الوحي .
ومما كان يُلاقيه عليه الصلاة والسلام مِن شِدّة الوحي أن يعرق جبينه في الشتاء ، وفي شِدّة البَرْد .
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا . رواه البخاري . وهو تتمة الحديث الذي أوردتَه حفظك الله .
وأنه يأخذه غطيط .
ففي حديث يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ عَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهَا خَلُوقٌ - أَوْ قَالَ أَثَرُ صُفْرَة - فَقَالَ : كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي ؟ قَالَ : وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَسُتِرَ بِثَوْب ، وَكَانَ يَعْلَى يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنِّي أَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، قَالَ عمر رضي الله عنه : أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ؟ قَالَ : فَرَفَعَ عُمَرُ طَرَفَ الثَّوْبِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ لَهُ غَطِيطٌ - قَالَ وَأَحْسَبُهُ قَالَ : كَغَطِيطِ الْبَكْرِ . رواه البخاري ومسلم .
وأنه يثقل جسمه أثناء نزول الوحي عليه
قَال زَيْدُ بْنُ ثَابِت رضي الله عنه : أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي ، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي . رواه البخاري .
والْتَمَس العلماء الحكمة في شِدّة الوحي ، فقال ابن حجر : وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات . اهـ .
وهنا :
ما معنى صلصلة الجرس التي كان يأتي جبريل على هيأتها ولماذا هي أشدّ شيء على النبي ﷺ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=1822
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
|
|
|
|
|