|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
حديث آ« إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ آ».
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 09:20 AM
الشيخ الفاضل الكريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخي بارك الله فيكم و أحسن الله إليكم و حفظكم من كل سوء
سؤالي لفضيلتكم عن معنى هذا الحديث أن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: آ« إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ آ». رواه أبو داوود
و حديث آخر رواية الترمذي : آ« إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ آ».
فهل تكرمتم شرح المعنى المراد منهما فضلا لا أمرا , أعلى الله من قدركم.
و للتوضيح أنا لست ممن يريد ترويج شيء بشأن الأحداث الجارية و لكن شغلني معنى الحديثين .
جزاك الله خيرا و نضر الله وجهك و أجاب دعواتي لك التي أدعو الله لك بها في صلواتي
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قال الخطابي : معناه الخبر ، ولو كان بمعنى الدعاء لكان مجزوما ، أي : لا يُنْصَروا ، وإنما هو إخبار كأنه قال : والله إنهم لا ينصرون . اهـ .
وهذا له ثلاث فوائد :
الأولى : من باب التفاؤل .
والثانية : ليعرف بعضهم بعضا في الظلام أو عند مُفاجأة العدو لهم .
قال الشوكاني : قَوْلُهُ : ( حم لا يُنْصَرُونَ ) هَذَا اللَّفْظُ فِيهِ التَّفَاؤُلُ بِعَدَمِ انْتِصَارِ الْخَصْمِ مَعَ حُصُولِ الْغَرَضِ بِالشِّعَارِ ، وَهُوَ الْعَلامَةُ فِي الْحَرْبِ ، يُقَالُ : نَادَوْا بِشِعَارِهِمْ ، أَوْ جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعَارًا .
وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْعَلامَةَ بَيْنَهُمْ لِمَعْرِفَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ هُوَ التَّكَلُّمُ عِنْدَ أَنْ يَهْجُمَ عَلَيْهِ الْعَدُوُّ بِهَذَا اللَّفْظِ . اهـ .
الثالثة : من باب إخافة العدو وإرهابه .
وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَال : غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْر زَمَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ شِعَارُنَا : أَمِتْ أَمِتْ . رواه الإمام أحمد وَأَبُو دَاوُد والنَّسَائِيّ في الكبرى .
وهذا أسلوب معروف حتى اليوم في الجيوش ! واستخدام الحرب النفسية على العدو .
ولذلك صاح الشيطان في المسلمين ، وسيصيح بهم مستقبلا !
أما صيحته التي مضَتْ فهي يوم أُحُد ، حينما صاح في الناس : ألا إنّ محمدا قد قُتل !
وأما المستقبلية ، فهي في قُبيل نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام .
قال عليه الصلاة والسلام : فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد عَلّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فيخرجون وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خَرَج .. الحديث . رواه مسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|