الصحابي الذي من الله عليه بدخول الجنة قبل اخيه الشهيد
بتاريخ : 18-02-2010 الساعة : 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن السحيم حفظة الله
ما صحة قصة الصحابي الذي من الله عليه بدخول الجنة قبل أخيه الشهيد لأنه أكثر صلاة منه؟
وهل دخول الجنة يقاس بمن عاش وصلى أكثر؟
وجزاك الله خيرا
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أولاً : دُخول الجنة إنما يكون بِرحمة أرحم الراحمين , كما قال عليه الصلاة والسلام : لن يُدْخِل أحدا منكم عَمَلُه الجنة . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة . رواه البخاري ومسلم .
وتكون منازلهم في الجنة بِحسب أعمالهم ، كما قال تعالى عن أهل الجنة : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .
وقال تعالى : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .
قال ابن عطية في تفسير الآية : ليس المعنى أن الأعمال أوْجَبَتْ على الله إدخالهم الجنة ، وإنما المعنى أن حظوظهم منها على قدر أعمالهم ، وأما نفس دخول الجنة وأن يكون من أهلها فَبِفَضْلِ الله وهُداه .
وقال القرطبي في تفسير الآية : أي ورثتم منازلها بِعَمَلِكم ، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله .
وقال ابن كثير في تفسير الآية : أي بسبب أعمالكم نالَتْكُم الرحمة ، فدخلتم الجنة ، وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم . اهـ .
فعلى هذا تكون المنازل في الجنة ورِفعة الدرجات فيها بِحسب الأعمال الصالحة .
ثانيا : الحديث الذي أشرت إليه هو ما رواه الإمام أحمد مِن حَديث أبي هريرة قال : كان رَجُلان مِن بلِي مِن قُضَاعة أسْلَمَا مع النبي صلى الله عليه وسلم واسْتُشْهِد أحَدهما وأُخِّر الآخَر سَـنَـة . قال طلحة بن عبيد الله : فأُرِيت الْجَنَّة فَرَأيت فِيها الْمُؤَخَّر مِنهما أُدْخِل قبل الشَّهيد ، فَعَجِبْتُ لذلك ، فأصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذلك لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، أو ذُكِر ذلك لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألَيس قَد صَام بَعْدَه رَمَضَان ، وصَلَّى سِـتَّـة آلاف رَكْعة - أو كذا وكذا ركعة - صلاة السَّـنَة ؟
وهو حديث صحيح .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد