تسلط الشياطين والعبث بالاجساد والمشاركة في حياتنا بشكل كبير
بتاريخ : 12-06-2024 الساعة : 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما نراه هذه الفترة وخاصة بعد كورونا من تغير الطباع والشحناء والبغضاء والتحاسد وزيادة الأمراض والهموم والأحزان يحتاج أن نقف عليه وقفات ونتأمل ذلك، ونعلم علم يقين بأن الشيطان وتسلطاته لها دور كبير في ذلك وخاصة الكثير ابتعد عن منهج الله عز وجل وتعلقت القلوب بالدنيا والشهوات والمعاصي.
ولا نبد أن نعلم أن الشيطان يشاركنا في طعامنا وأولادنا وأموالنا وفي كل شيء، مع هذا لا نعد العدة لنكون حذرين منه ومجتهدين في الدعاء وطلب المدد من الله عز وجل .
قال الله عز وجل: وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) سورة الاسراء. جاء في التفسير الميسر: واستَخْفِف كل مَن تستطيع استخفافه منهم بدعوتك إياه إلى معصيتي، واجمع عليهم كل ما تقدر عليه مِن جنودك من كل راكب وراجل، واجعل لنفسك شِرْكة في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام، وشِرْكة في الأولاد بتزيين الزنى والمعاصي، ومخالفة أوامر الله حتى يكثر الفجور والفساد، وعِدْ أتباعك مِن ذرية آدم الوعود الكاذبة، فكل وعود الشيطان باطلة وغرور.
ثم تأمل ماذا قال الله عز وجل (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) سورة الإسراء، جاء في التفسير الميسر: إن عبادي المؤمنين المخلصين الذين أطاعوني ليس لك قدرة على إغوائهم، وكفى بربك -أيها النبي- عاصمًا وحافظًا للمؤمنين مِن كيد الشيطان وغروره.اهـ
وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الشيطانَ يَحضُرُ أحدَكُمْ عند كلِّ شَيءِ من شأنِه حتى يَحْضُرَهُ عند طعامِه ، فإذا سَقَطَتْ من أحدِكمْ اللُقْمَةُ فلْيُمِطْ ما كان بِها من أذَى ، ثُمَّ لْيَأْكُلْها و لا يَدَعْها لِلشيطانِ ، فإذا فَرَغَ فلْيلْعَقْ أصابِعَهُ ، فإنَّه لا يَدرِي في أيِّ طعامِه تَكونُ البَرَكَةُ. صحيح الجامع
لنعلم كيف أن الشيطان داخل بيوتنا وفي الشوارع وفي المساجد كذلك وفي كل مكان، وما نراه كذلك من الأمراض التي تأتي فجأة أو بالتدرج ربما يكون بسبب العين والحسد وكذلك تسلط الشياطين وعبثه بالأجساد من الآلام والأمراض، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) صحيح الجامع، وإذا كان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فكيف لا يؤثر على الجسد ويكون له دور في العبث بنا، لهذا سمعنا ورأينا قصص كثيرة من تأخر زواجهم أو من تأخر الإنجاب عندهم أو الكره والبغضاء بين الأزواج أو التعسر في الوظائف أو السحر الوراثي المنتقل بين الأم والأبناء، فتجد الأبناء مرضى وينتقل من جيل إلى جيل دون معرفة السبب وغيرها من المشاكل التي تحصل بشكل كبير، وكذلك ما يحصل من المشاكل بين الزوجين أو العقم أو تأخر الزواج، وما من شك أن كل هذا بقدر الله عز وجل ولكن ما يحصل لو نتأمل بشكل مفصل سنجد أكثره بسبب البعد عن الدين والوقوع في المعاصي والذنوب وعدم التحصن بالأذكار والادعية وقراءة القرآن والتعوذات التي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، وكل هذا سنأتي عليه بإذن الله تعالى ونقف عند الآيات القرآنية والأحاديث.