[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
شيخنا الفاضل .. بارك الله فيك وفي العاملين هنــا .. ووفقكم لما يحبه ويرضاه ..
إحدى صديقاتي تعمل في كاشير .. لإحدى الجامعــات .. عندما لا يكون لديها صرف مثلا 50 ريال .. خصوصا وقت الصباح ..تضطر بعض الطالبات .. لإعطائها الــ 50 ريال .. وتسجيل أسمائهن في ورقة ..وعندما يكون لديها صرف يأخذن ما تبقى من نقودهن ..
ما الحكم ..؟! وشكراً ..



الجواب:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك ، ووفّقَك الله لِمَا يُحِِب ويرضى .

فيه تفصيل :

إذا كان مِن أجل الصَّرف فقط ، فلا يجوز .
مثاله : طالبة تُريد صرف خمسين ريالا ، فلا يجوز أن تُعطَى أقلّ من الخمسين .
لأنها لا تُريد سوى الصرف . والنقص في الصرف ربا .

وإذا كان مِن أجل الشراء فيجوز تأخير الباقي .
مثاله : طالبة اشْتَرَت بِعَشَرة ، ولم يكن عند المحاسِبَة صرف ، فيجوز تأخير الباقي إلى وُجود الصرف ؛ لأن هذا ليس له حُكم الصرف ، وإنما له حُكم الشراء .

وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة عن صاحب بقالة يقول : أحيانًا إذا جاءني المشتري واشترى بعض الأشياء وأعطاني مبلغًا فيبقى له باقي، فإذا لم يكن لدي صرف أي بقي له عندي مبلغ يقول: غدًا آتيك وآخذ الباقي، مثال ذلك: (إذا اشترى بمبلغ 50 ريالًا يعطيني 100، فلا أجد عندي 50 ريالا، فيقول: أبقها عندك إلى وقت آخر) ، فهذه يا سماحة الشيخ أخبرني بعض الناس أنها صورة من صور الربا ، وأنا لا أستطيع إقناع المشترين .

فأجابت اللجنة :
ليس في إبقاء الْمُشْتَرِي بعض نقوده عند البائع شيء من الربا ؛ لأن هذا من باب البيع وائتمان البائع على بقية الثمن ، وليس مِن باب الصَّرْف . اهـ .


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد