[رولينا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول سائلة بارك الله فيكم أن والدتها ترهق نفسها كثيرا في الأعمال المنزلية وعلى استعداد - أي والدتها- أن تقف الساعات لذلك لكنها حينما واعتادت والدتها على الجلوس بالصلاة وممكن تنهي صلاتها جالسة وتواصل مباشرة الأعمال المنزلية بالوقوف الطويل .. وهذا يقلقها أن والدتها تطيق الساعات واقفة للأعمال المنزلية لكنها عند الصلاة التي تكون لدقائق قليلة تصلي جالسة .. وحينما تنصح والدتها بالقيام في الفريضة تقول أمها الله أعلم بي وأرحم بي
فما بارك الله فيكم وكيف تنصح والدتها؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

القيام رُكن في صلاة الفريضة ، ولا تصحّ صلاة الفريضة إلا بالقيام حال القيام لمن استطاع القيام .
قال عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين : صلَّ قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب . رواه البخاري .

قال ابن قدامة : وَمَنْ قَدَرَ عَلَى الْقِيَامِ ، وَعَجَزَ عَنْ الرُّكُوعِ أَوْ السُّجُودِ ، لَمْ يَسْقُطْ عَنْهُ الْقِيَامُ ، وَيُصَلِّي قَائِمًا ، فَيُومِئُ بِالرُّكُوعِ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُومِئُ بِالسُّجُودِ ...
قال : وَلَنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) .
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلِّ قَائِمًا .
وَلأَنَّ الْقِيَامَ رُكْنٌ قَدَرَ عَلَيْهِ ، فَلَزِمَهُ الإِتْيَانُ بِهِ ، كَالْقِرَاءَةِ ، وَالْعَجْزُ عَنْ غَيْرِهِ لا يَقْتَضِي سُقُوطَهُ ، كَمَا لَوْ عَجَزَ عَنْ الْقِرَاءَةِ . اهـ .

وما دامت الوالدة تستطيع القيام في عمل البيت بل لو لساعات طويلة ، فيجب عليها القيام في الصلاة .
بل لا تصحّ صلاة الفريضة منها وهي جالسة مع القدرة على القيام .
وتُبيّن لوالدتها أن صلاة الفريضة لا تصحّ من غير قيام مع القدرة على القيام .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد