[ناصرة السنة]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شيخنا الفاضل بارك الله فيك ما رأي فضيلتكم في هذه الصور عامة وحول عنوان الموضوع خاصة وهل هذه الألفاظ تخالف العقيدة
قال الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأولى لا بأس بها ؛ لأنه ليس المقصود أنه يَمنع نُزول رحمة الله ، وإنما أن مَن لا يَرحَم تُحجَب عنه الرحمة ، ويكون سببًا في عدم نُزول الرحمة ؛ لأن الله إنما يَرحَم مِن عباده الرحماء ، كما قال عليه الصلاة والسلام .



ألا تَرَى أن ظُلْم الظالمين يَمنع نُزول الغيث ؟

قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) .
قال مُجاهد : إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنةُ وأمسكَ المطر ، وتقول : هذا بشؤم معصية ابن ادم .

وقال عليه الصلاة والسلام : يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تُدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط ، حتى يعلنوا بها إلاّ فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضَت في أسلافهم الذين مَضوا .
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشِدّة المئونة وجَور السلطان عليهم .
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ مُنعوا القَطْر من السماء ، ولولا البهائم لم يُمْطَروا .
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاَّ سلّط الله عليهم عدوًّا مِن غيرهم ، فأَخَذُوا بعض ما في أيديهم .
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلاَّ جعل الله بأسهم بينهم . رواه ابن ماجه وغيره ، وحسّنه الألباني .

فقد يُمنع المطر – وهو رحمة – بسبب ذنوب بني آدم .
ولا تعارض بين هذا وبين قوله تعالى : (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) ؛ لأن إمساك الرحمة قد يكون بسبب الذنوب والمعاصي .

والأخيرة إن قُصِد بها مُجرّد ( اسم النبي صلى الله عليه وسلم ) فالقول فيها غير صحيح ، وإن قُصد بها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ، فهذه تنفع صاحبها .

وسبق :
ارْحَم لِتُرْحَـم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11872

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض