|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
ما حكم نشْر قِصص حُسن الخاتِمة لِمَن مات وهو مُصِرّ على معصية ؟
بتاريخ : 06-01-2015 الساعة : 08:24 PM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - أعلى الله مقامكم -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت قِصصًا عن حُسن الخاتمة يلقيها بعض الدعاة ، ولكن هؤلاء الذين حسُنت خاتمتهم ماتوا وهُم مصرّين على ذنب ..
مثل امرأة ماتت في طريق سفرٍ دون محرم فتُذكَر لنا علامات حُسن خاتمتها ، أو رجلٍ مات في المسجِد وكان رجلاً يصلي ويصوم وبتعبّد الله بالنوافِل لكنه كان فاحِش القول بذيء اللسان يسب ويلعن ويشتم ويغتاب ، ولم يترك معصيته ولم يذكر الداعية أنّ هذا الرجُل كان يندم على بذاءة لسانه .
فمثل هذه القِصص ما حُكم نشرها بين الناس ؟
وفقكم الله فضيلة الشيخ توفيقًا تقرّ به عينك ويفتح الله به عليكم أنواع الخيرِ والسَعة في كل ما يؤتيكم مِن فضل وخير ، وجعلكم الله مِن الصالحين المصلحين .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
مثل هذه القصص لا يصلح نشرها ، ولو صحّت عند مَن يذكرونها ، وذلك لِعدّة أسباب :
الأول : أن ذِكْر مثل تلك القصص يُهوِّن مِن شأن المعصية ، ويُجرّئ السفهاء على المعاصي ، ويقولون : هذا فلان كان عنده وعنده من المعاصي ، ومات ميتة حَسَنة .
الثاني : أنه يهدِم كل ما بَنوه خلال سنوات ! مِن تحذير الناس مِن سوء الخاتمة ، ومِن التحذير مِن المعاصي .
الثالث : أنه خِلاف ما جاء عن السلف مِن خشية سوء الخاتمة ، وخشيتهم أن تخونهم الذنوب عند الاحتضار .
بَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ : كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الأَرْضِ ، وَقَالَ : الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ .
قال ابن القيم : وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْفِقْهِ : أَنْ يَخَافَ الرَّجُلُ أَنْ تَخْذُلَهُ ذُنُوبُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحُسْنَى . اهـ .
الرابع : أن فيه غَفَلة عمّا كان سَبَبًا لِحُسْن الخاتمة – إذا ثَبَت هذا في حالات نادرة – ، وهي : إما أن تكون توبة صادقة قبل الموت ، أو يكون له أعمالاً صالحة ، ونحو ذلك مما يُغفَل عن ذِكْره ، وهذا لا يكون لكلّ أحد ، وقد يُحال بين الإنسان وبين التوبة .
ومَن مات على معصية ، فإنه يُخشَى عليه ، ولا يُقال : مات ميتة حَسَنة .
وهذا مِن اعتقاد أهل السنة والجماعة
قال الإمام الطحاوي :
ونَرجو للمُحْسِنين مِن المؤمنين أن يَعفو عنهم ويُدخلهم الجنة بِرَحمته ، ولا نأمن عليهم ، ولا نَشهد لهم بالجنة ، ونستغفر لِمُسِيئهم ، ونَخاف عليهم ، ولا نُقَنِّطهم .
وسبق :
ما صحة قصة أم محمد التي ماتت في حادث المعلّمات في إحدى مناطق المملكة وما حُكم نشرها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12819
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|