هل يختلف الحال بين والمؤمن والكافر في الموت مرتين والحياة مرتين
بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم واحسن اليكم
يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة البقرة
(( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم . . . الاية ))
وفي سورة غافر
قال سبحانه (( قالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل ))
وفي سورة الدخان يقول تبارك وتعالى في وصف اهل الجنة
(( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ))
في ايتي سورة البقرة وغافر اثبت في خطاب الكافر او من وجبت له النار الموت مرتين والحياة مرتين
اما في اية سورة الدخان اثبت الحق تبارك وتعالى لاصحاب الجنة موتة واحدة
فهل يختلف الحال بين والمؤمن والكافر في هذه الحالة وكيف يمكنني الجمع بين الايات
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
آية " البقرة " : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) مُتّفقِه مع في آية " غافر " : (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا) .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا) هي التي في البقرة : (وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ) أمواتا في أصلاب آبائكم لم تكونوا شيئا حتى خلقكم ، ثم يُميتكم موتة الحق ، ثم يحييكم حين يبعثكم . قال : وهي مثل قوله تعالى : (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)
وقال في قوله تعالى : (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) : كنتم ترابا قبل أن يخلقكم ، فهذه مِيتة ، ثم أحياكم فخلقكم ، فهذه إحياءة ، ثم يميتكم فتُرْجَعون إلى القبور ، فهذه ميتة أخرى ، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه إحياءة ؛ فهما ميتتان وحياتان ، فهو قوله : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
وقيل غير ذلك ، والأقوال ذَكَرها ابن جرير الطبري في تفسيره .
وأما قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى) ، فقد قال فيه ابن كثير : هذا استثناء يؤكد النفي ، فإنه استثناء منقطع ، ومعناه : أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدا . اهـ .
وقال البغوي : أي : سِوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد