|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
كيف يكون المسلِم مِن أولياء الله ؟
بتاريخ : 05-01-2013 الساعة : 04:46 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير
أحببت السؤال عن : أولياء الله , كيف يكون الإنسان منهم ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مَن كان مؤمنا تقيًّا ، يَفعل ما أُمِر به ، وينتهي عمّا نُهِي عنه ؛ فهو من أولياء الله .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) .
قال الإمام الطحاوي : "والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن" .
قال ابن أبي العزّ : فالمؤمنون أولياء الله، والله تعالى وليهم، قال الله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) الآية . وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) ، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) الآية . وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) إلى آخر السورة , وقال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) . فهذه النصوص كلها ثَبَت فيها موالاة المؤمنين بعضهم لبعض ، وأنهم أولياء الله ، وأن الله وليهم ومولاهم , فالله يتولى عباده المؤمنين ، فَيُحِبّهم ويُحِبّونه ، ويرضى عنهم ويَرضون عنه ، ومَن عادى له وَلِيًّا فقد بارزه بالْمُحَارَبة , وهذه الولاية مِن رحمته وإحسانه ، ليست كولاية المخلوق للمخلوق لحاجة إليه ، قال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) ، فالله تعالى ليس له ولي مِن الذّلّ ، بل لله العِزّة جميعا ، خلاف الملوك وغيرهم ممن يتولاه لِذلّه وحَاجته إلى وَلي يَنصره .
والولاية أيضا نظير الإيمان ، فيكون مراد الشيخ : أن أهلها في أصلها سواء ، وتكون كاملة وناقصة ؛ فالكاملة تكون للمؤمنين المتقين ، كما قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى) ... فالولاية لمن كان مِن الذين آمنوا وكانوا يَتَّقُون ، وهُم أهل الوعد المذكور في الآيات الثلاث , وهي عبارة عن مُوافقة الولي الحميد في مَحَابِّه ومَسَاخِطه ، ليست بكثرة صوم ولا صلاة ، ولا تَمَلّق ولا رياضة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|