السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
في الحقيقة أنا مصابة بمرض الصرع الأصغر ولكنه حقيقة لا يؤثر جدا على حياتي اليومية ولكن أتعالج بدواء من النوع الثقيل يجعلني أنام كثيراً وأتكاسل لدرجة غير معقولة حتى أهملت كل شيء وأقضي نهاري وليلي كله إما جلوس أو نوم وقليل ما أقوم بأعمال المنزل حتى تعودت أن أصلي كل الصلوات مع بعضها وأحيانا يفوتني الكثير وكنت كل يوم أؤخر الليل أقضيهم
بعد ذلك أصبحت أتكاسل عن قضائهم وأصبحت أسجلهم على ورقة ولكن ليس كل الصلوات يعني أكثر ما يفوتني المغرب والعشاء فأصبحت أسجلها على ورقة حتى لا أنسى عدد الصلوات المتراكمة علي ومع ذلك فإني دخلت في دوامة فلم أعد أدري أيهم قضيت وأيهم بقي وأنا متأسفة كثيرا للحال التي وصلت لها الآن فلم أتوقع أن تصبح صلاتي بيوم بهذه الحال وأصبحت أخاف أن أخرج من البيت خشية أن يحصل لي حادث أو مكروه فأموت وأنا في ذمتي كل هذه الصلوات
هذه الحال أنا عليها تقريبا من شهرين لكن لم أضيع كل الصلوات لكن لا يمر علي يوم إلا يضيع فيه صلاة . أنا نفسي إن الله يهديني وأن ألتزم بصلاتي وأخشع بها وأصليها بوقتها نادمة كثيرا على ما فرطت وأريد أن ألتزم
سؤالي ماذا أفعل بالصلوات التي فاتتني ولم أعرف عددها وماذا أفعل لكي أتخلص من هذا الكسل
مع إني أعرف جيدا الحلال والحرام وأنصح البنات بالصلاة وأخجل من نفسي أرشدوني جزاكم الله خير فلقد سئمت من حالتي
بالنسبة للدواء إن شاء الله بعد 6 أشهر تنتهي مدة العلاج وإن شاء الله لا يلزمني تمديد وسأرجع إلى طبيعتي ونشاطي

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك . وشفاك وعافاك .
لا يجوز تأخير الصلوات عن وقتها إلاّ لِعذر شرعي .
والكسل والتكاسل والصرع الخفيف ليس عُذرا في تأخير الصلوات عن وقتها .
وخُذي أمْرك بالحَزم والعَزم ، فإذا أذّن فلا تتكاسلي ، بل انهضي واستعيني بالله ، وهو يُعينك تبارك وتعالى .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه ، فإذا أذَّنَ المؤذن وَثَبَ . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي : " وَثَبَ " أي قام بِسُرعة ، ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بِنَشاط . اهـ .
وأكثري من هذا الدعاء : اللهم أعِنِّي على ذِكْرك وشُكرك وحُسن عبادتك .
فإنه دعاء عظيم مُبارَك أوْصَى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل ، وتَوَاصَى به السلف .
روى الإمام أحمد و أبو داود والنسائي من طريق عقبة بن مسلم قال : حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : يا معاذ ! والله إني لأحبك ، والله إني لأحبك ، فقال : أوصيك يا معاذ لا تَدَعَنّ في دُبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذِكْرك وشُكرك وحُسن عبادتك . وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحي ، وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن . وصححه الألباني والأرنؤوط .
والذي ينبغي على الإنسان أن تكون الشدائد مما تُقرِّبه إلى الله ، لا أن تُباعِده عن الله عزَّ وَجَلّ .
وعليك الاجتهاد في تقدير عدد الصلوات التي تَرَكْتِ ، وقضاء ما تَرَكْت .
وسبق :
حكم الجمع بين الصلوات لطالبات الجامعة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1552
هل هذه حالة نفسية أم ضعف إيمان في عدم المبالاة بالصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1553
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد