|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
حكم التبضع من فروع الأسواق الممتازة التي لا تبيع الخمر ؟
بتاريخ : 25-11-2014 الساعة : 11:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله أن تكون بأفضل حال يا شيخنا الفاضل وأن ينفعك بما علمك وينفع بك
أود بعد إذنك أن تجيبني على المسـألة التالية حفظك الله : كان أهلي يشترون سلعا ويتبضعون من سوق ممتازة تبيع الخمر والخنزير وكنت أمتنع عن أكل أي طعام اشتروه من ذلك السوق لسببين اثنين أولها أنني كنت أتورع عن أكل أطعمة اشتريت بمال مختلط وثانيهما أني كنت أريد أن يتوقف أهلي عن التسوق من ذلك المركز . وفعلا وبفضل الله تعالى، لما رأوا أنهم كل ما اشتروا أطعمة من هناك لا آكلها توقفوا عن الذهاب إلى ذلك السوق وأصبحوا يذهبون إلى سوق ممتازة أخرى لا تبيع الخمر والخنزير .
إلا أنه مؤخرا قد افتتح فرع لسوق ممتازة تبيع الخمر والخنزير قربنا ، إلا أن ذلك الفرع لا يبيع تلك المحرمات ومع ذلك أجد في نفسي حرجا من أكل الطعام المشترى عندهم، وأهلي يخبرونني أن الفرع لا يبيع المحرمات وأجيبهم أن السوق الأصلية تبيع المحرمات والمال الذي تربحه هو مال واحد من كل فروعها ، إذن السلع التي تضعها في فروعها حتى وإن لم تكن تحتوي على محرمات إلا أنها مُشتراة بمال أصلي مختلط .
ما حكم موقفي يا شيخنا من عدم أكل الطعام المشترى من محل لا يبيع الخمر والخنزير إلا أن شركته الأم تبيع ذلك ؟ هل هذا تنطع وتشدد أم أنه ورع واحتياط ؟ حقيقة يا شيخنا أعلم أنه قد أفتى بعض أهل العلم أنه يجوز الأكل عند صاحب المال المختلط وكذا الشراء من محلات تبيع المحرمات إلا أن نفسي لا تستسيغ الأمر إطلاقا وأخاف من الحرام وشبهه
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم وأقر عينك بما تحب في الدنيا والآخرة

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
فِعلك هذا مِن التورُّع والاحتياط .
ولو فعل ذلك كل الناس لانْتَهَتْ تِلك الأسواق عن بَيْع الْمحرَّمات ، وهذا مِن باب السياسة الشرعية .
والشراء مِن الأسواق التي لا تبيع الْمَحرَّمات أصلا ، تشجيع لها ، وتعاون على البر والتقوى ، وَكَفّ للشرّ .
والوَرَع بابه واسِع .
قَالَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ : مَا زَاوَلْتُ شَيْئًا أَيْسَرَ مِنَ الْوَرَعِ .
قِيلَ لَهُ : لأَيِّ شَيْء ؟
قَال: إِذَا رَابَنِي شَيْءٌ تَرَكْتُهُ .
وقد تورّع الإمام أحمد عن أكل خُبز طُبِخ في تنّور ابنه !
قال أَحْمَد بن مُحَمَّد التُّسْتَرِيّ :
ذَكَرُوا أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ أَتَى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مَا طَعِمَ فِيْهَا ، فَبَعَثَ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ ، فَاقتَرضَ مِنْهُ دَقِيْقا ، فَجَهَّزوهُ بِسُرعَةٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ ذَا ؟
قَالُوا : تَنُّورُ صَالِحٍ مُسْجَرٌ ، فَخَبَرْنَا فِيْهِ .
فَقَالَ : ارفَعُوا .
وَأَمَرَ بِسَدِّ بَابٍ بَينَهُ وَبَيْنَ صَالِحٍ .
قال الإمام الذهبي : لِكَوْنِهِ أَخَذَ جَائِزَةَ المُتَوَكِّلِ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|