|
|
المنتدى :
إرشـاد الأدعـيــة
هل تصح هذه الرقية التي يُذكر فيها تفاصيل كل شيء في الجسد وفي البيت ؟
بتاريخ : 26-02-2010 الساعة : 11:07 PM
سلّم الله الأخ المفتي وبارك فى علمه وعمله :
هذه الرقية انتشرت في المنتديات وقد تلقاها الناس بالقبول وصفقوا لها :
(( يا ربي أرجو رحمة من عندك لشفاء فرجي وما أصابه من تأثير سحر وحسد وجني عاشق يعبث فيه ويعاشرني حسبي الله عليه وعلى من أرسله حسبي الله ونعم الوكيل
رجوتك من أثر عظيم على فرجي وعلى المبايض والأرحام أن تحفظها وتحصنها رجوتك يا رب من أثر عظيم على سمعي وبصري وحسي
يا ربنا يا حبيبنا ،، شفاء لا يغادر سقما بتأهيل حسد عين وعلى ذكاء وعبقرية وعلى طول شعر وعلى كثافته وعلى لمعانة وعلى صبغته وعلى حسن لون جلدة وعلى حسن عينية وعلى حسن ثغر مبسم وعلى جمال ونضارة وشياكة ،، شفاء لا يغادر تأثير حسد وعين على جمال ونضارة وشياكة ،، شفاء لا يغادر تأثير حسد وعين على حسن الأجسام والقامات .....حسن طبخ وشغل في بيت .... شفاء لا يغادر سقما ،، شفاء لا يغادر تأثير عين على حسن لبس وعلى الزينة وعلى الروائح الطيبة وعلى المساكن الفارهة وعلى الذوق وحسن الاختيار
شفاء لا يغادر سقما في الفخذين والأرداف والفخذين والركبتين والساقيين والقدمين ،،
يا الله رجوتك يا رب لأطرافي ، لأطرافي ، لأطرافي رجوتك يا رب لفرجي فقد صال وجال الجن فيه وعبث بعورة أمتك المسكينة الضعيفة يا مولاي احفظها منه وحصنها منه واحفظها واكلأها
حصن فرجي من هذا الخبيث طهر فرجي من جميع الأسحار والعقد
أرجوك يا الله لديني القويم وخلقي الحسن واستقامتي أن تنقذنني مما أنا فيه )) اهــ .
ما حكم هذه الرقية وحكم تداولها ونشرها ؟
وقد تصدّر بعض الشباب للدفاع عن هذه الرقية وجاءوا بذبح عظيم فقالوا :
(( ... أن هذه الكلمات (أعضاء جسم الإنسان) التي ذكرت في الرقية مذكورة في القرآن الكريم في خير كتاب أنزل على خير نبي أرسل محمد صلى الله عليه وسلم:
حيث ذكر الله سبحانه الصدر فقال عز وجل: (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
وذكر سبحانه اللسان والشفتين فقال عز وجل: (وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ)
وذكر سبحانه الجلد فقال عز وجل: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا)
وذكر سبحانه العقل فقال عز وجل: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
وذكر سبحانه البطن فقال سبحانه: (يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)
وذكر سبحانه الرأس فقال سبحانه: (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)
وذكر سبحانه صفات المؤمنين فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)
......
فكلا الأمرين إثم ، فالسخرية ولو بحرف واحد من القرآن الكريم يعد كفرا بواحا حلال الدم والسخرية بالمؤمن يعد إثماً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْم عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ) الآية فلو كان عيبا ما ذكرت هذه الكلمات في القرآن الكريم وما المانع أن يدعوا المسلم في بيته ولنفسه بأن يطهر قلبه وأن يحصن فرجه وأن يخرج السحر من بطنه ورأسه فاستهزاء ..... على القرآن الكريم وكلماته كان أيضا استهزاء بالسنة النبوية المطهرة في قصة الشاب الذي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بالزنا فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه) رواه احمد
قال النبي صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6051 في صحيح الجامع ... ) اهــ .
ما رأيكم في هذا الدفاع والاستدلال ؟
وما النصيحة التي توجهونها لصاحب الرقية والمستدل لها كل على حدة عسى الله أن ينفع بكم بلاده وعباده ؟

الجواب :
وسلّمك الله ، ونفع بك .
هذا أقرب إلى العبث ، وليس هو من باب الرقية .
وهذا الذي يُزْعَم أنه رُقية ، هو في الحقيقة تكلّف .
وقد أمَر الله عزّ وجلّ نَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم أن يبرأ مِن التكلّف ، فقال : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) .
وكان السلف ينهون عن التكلّف ، وذِكْر التفاصيل الدقيقة في الدعاء ؛ لأن ذلك من الاعتداء .
فمن ذلك :
فقد سمع سعدُ بن أبي وقاص ابنًا له يُصلي فكان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك الجنة ، وأسألك من نعيمها ، وبهجتها ، ومن كذا ، ومن كذا ، ومن كذا ومن كذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها ، ومن كذا ، ومن كذا . قال : فسكت عنه سعد ، فلما صلى قال له سعد : تعوّذت من شر عظيم ، وسألت نعيمًا عظيمًا - أو قال : طويلاً ، شعبة شك - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) . قال شعبة : لا أدري قوله : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَة) هذا من قول سعد أو من قول النبي صلى الله عليه وسلم . وقال له سعد : قل : اللهم أسألك الجنة وما قَرّب إليها مِن قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قَرّب إليها من قول أو عمل . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه . وفي إسناده زياد بن مخراق ، وهو ثقة . والحديث حسّنه الألباني .
وعن عَبْد اللّهِ بْن مُغَفّل أنه سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيّ سَلِ اللّهَ الْجَنّةَ ، وَعُذْ بِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول : سَيَكُونُ قوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدّعَاءِ . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ، ورواه ابن حبان .
وَمن تأمّل في رُقية النبي صلى الله عليه وسلم ورُقيَة جبريل عليه الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم ، عَلِم أن ما ذُكِر محض تكلّف !
ففي حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم . قال : باسم الله أُرْقِيك مِن كل شيء يؤذيك ، مِن شَرّ كُل نَفْس أو عينِ حاسِد الله يَشفيك ، باسم الله أُرْقِيك . رواه مسلم .
وفي حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ ، قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ ، وَمِنْ كُلِّ دَاء يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِد إِذَا حَسَدَ ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْن . رواه مسلم .
ولَمّا دَخَل ثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ ثَابِت : يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ ، فَقَالَ أَنَسٌ : أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لا شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه البخاري ومسلم .
فقد كانت رُقية جبريل عليه الصلاة والسلام ورُقية النبي صلى الله عليه وسلم قصيرة مُختصرة ، جامعة لكثير من التعويذات ، ومع ذلك فهي عظيمة النفع ، كثيرة البركة ، قوية التأثير ، بِخلاف ما جاء في السؤال ، فهي كثيرة التفاصيل ، واضحة التكلّف !
والاستدلال المذكور ليس في محلّه ، ويُخشى على من استدلّ بالآيات في غير محلّها ، أن يكون ممن اتّخذ آيات الله هزوا .
وأما الأحاديث المذكورة ، فليس فيها شيء من تلك التفاصيل ، ولا جاء فيها ذِكْر الأعضاء ذِكرا دقيقا ، مثل الذي ذُكِر في الرقية المزعومة !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|