|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل يجوز للتائب أو الداعية ذكر تفاصيل الضلالة قبل الهداية ؟
بتاريخ : 29-07-2013 الساعة : 01:59 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ نسمع بعض الوعاظ عند ذكر قصة هداية شاب أو فتاة يذكرون لنا القصة قبل الهداية بالتفصيل الشديد وذكر بعض ما كانوا عليه من المعاصي والأحوال المزرية و بعض الأشياء التي لا فائدة من ذكرها ( من خطرات ونظرات ولمسات .... ) فهل يجوز نشر مثل هذه القصص عبر المنتديات الإسلامية و قبل هذا هل يجوز لمن يذكر القصة أن يفصل فيها هذا التفصيل ، ووالله لو أني أخشى من مغبتها لوضعت القصة التي أعنيها هنا لكن لعلك يا شيخ قد سمعت بمثلها من قبل .
جزاكم الله خير وبارك في علمكم .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
صحيح أن نشر التفاصيل الدقيقة قد يكون سببا للدلالة على المعاصي ، أو تزيينها .
ولذلك يحرص العقلاء على الاقتصار على ما فيه فائدة ، دون التفاصيل التي ليس فيها فائدة ، بل قد يكون فيها ضرر .
وفي صحيح مسلم مِن حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّى فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ صلى الله عليه وسلم .
فهذا ليس فيه ذِكْر ما يُستحيا منه ، ولا ما فيه محذور .
ومما يدخل في هذا الباب : ستر القبيح ، ما رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أحْدَث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنْفِه ثم لينصرف .
والحديث صححه الألباني .
قال الإمام الخطابي : إنما أمَرَه أن يأخذ بأنْفِه ليُوهِم القوم أن بِه رُعافا .
وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في سَتر العورة ، وإخفاء القبيح مِن الأمر ، والتورية بما هو أحسن منه . وليس يدخل في هذا الباب الرياء والكذب ، وإنما هو مِن باب التجَمّل واستعمال الحياء ، وطلب السلامة من الناس . اهـ .
ويُخشَى أن يكون ذلك من المجاهرة بالمعصية ، بعد أن سترها الله ، وتاب على صاحبها .
قال عليه الصلاة والسلام : كل أمتي معافى إلاَّ المجاهرين ، وإن مِن الْمُجَاهَرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد سَتَره الله ، فيقول : يا فلان عَمِلْت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يَستره رَبه ، ويصبح يَكشف سِتر الله عنه . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|