|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ما نوع التوحيد الذي دلت عليه جمل هذا الحديث "واعلم أن الأمة لو اجتمعت ..."؟
بتاريخ : 17-03-2010 الساعة : 05:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــد :
سؤالي هو :
ما نوع التوحيد الذي دلت عليه جمل هذا الحديث
( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك )
( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك )
نفعنا الله بعلمكم
وشكرا

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
قسّم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أنواع :
النوع الأول : توحيد الربوبية ، وهو إفراد الله تعالى بأفعاله .
والنوع الثاني : توحيد الألوهية ، وهو إفراد الله تعالى بأفعال العِباد .
والنوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات .
ومِن العلماء من يجعله نوعين :
توحيد في الإثبات والمعرفة
وتوحيد في الطلب والقصد
قال ابن أبي العزّ في " شرح الطحاوية " : التوحيد الذي دَعَتْ إليه رُسل الله ونَزَلَتْ به كُتبه نوعان : توحيد في الإثبات والمعرفة ، وتوحيد في الطلب والقصد .
فالأول : هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، في ذلك كله ، كما أخْبَر به عن نفسه ، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح ، كما في أول الحديد ، وطه ، وآخر الحشر ، وأول (الم تَنْزِيل) السجدة ، وأول آل عمران ، وسورة الإخلاص بكمالها ، وغير ذلك .
والثاني : وهو توحيد الطلب والقصد : مثل ما تضمنته سورة (قل يا أيها الكافرون) ، و(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) آل عمران ، وأول سورة تَنْزِيل الكتاب وآخرها ، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها ، وأول سورة الأعراف وآخرها ، وجملة سورة الأنعام .
وغالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد ، بل كل سُورة في القرآن ؛ فالقرآن إما خَبَر عن الله وأسمائه وصفاته ، وهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخَلْع ما يُعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمْر ونَهي وإلْزَام بِطاعته ، فذلك مِن حقوق التوحيد ومُكَمّلاته ، وإما خَبر عن إكرامه لأهل توحيده ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يُكْرِمهم به في الآخرة ؛ فهو جزاء توحيده ، وإما خَبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا مِن النكال ، وما يَحِلّ بهم في العقبى من العذاب ؛ فهو جزاء مَن خَرَج عن حُكم التوحيد .
فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفى شأن الشرك وأهله وجزائهم . اهـ .
وأصل هذا القول لابن القيم في " مدارج السالكين " .
ويُنظر تحت أي نوع يدخل ما في هذا الحديث !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|