|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
جمع بين الآيتين (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) و (وقفوهم إنهم مسئولون)
بتاريخ : 18-03-2010 الساعة : 12:03 PM
السؤال :
كيف نجمع بين قول الله سبحانه : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) وبين أنهم موقوفون ليسألوا عن أعمالهم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) فكيف يكونون صُما ويُسألون ؟
وكيف يتلاومون وهم بُكم ؟

الجواب : الجمع بين الآيات أن يوم القيامة مواقف ، ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون .
سئل ابن عباس : (لا يَنْطِقُونَ) ، (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) ، (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ) ، فقال : إنه ذو ألوان مرة ينطقون ومرة يختم عليهم . رواه البخاري تعليقاً .
قال ابن عطية في في قوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْس تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا) : وظاهر الآية أن كل نفس تجادل كانت مؤمنة أو كافرة ، فإذا جادَل الكفار بكذبهم وجحدهم للكفر شهدت عليهم الجوارح والرسل وغير ذلك بحسب الطوائف ، فحينئذ لا ينطقون ولا يُؤذن لهم فيعتذرون ، فتجتمع آيات القرآن باختلاف المواطن .
وقال البغوي : (هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) أي في القيامة لأن فيها مواقف ، ففي بعضها يختصمون ويتكلمون وفي بعضها يُختَم على أفواههم فلا ينطقون . وقال ابن جُزَي في قوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْس تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا)
فإن قيل : كيف الجمع بين هذا وبين قوله : (هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ؟ فالجواب : أن الحال مختلف باختلاف المواطن والأشخاص .
وقال ابن كثير : وهذا يكون في حال دون حال .
وقال الشنقيطي : المراد بما ذُكِر من العمى والصمم والبكم حقيقته ، ويكون ذلك في مبدأ الأمر ثم يَردّ الله تعالى إليهم أبصارهم ونطقهم وسمعهم ، فَيَرَون النار ويسمعون زفيرها وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|