|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ماحكم (إذا كانت الأمور حسب رغباتك فأنت محظوظ وإذا كانت حسب رغبات الله فأنت محظوظ جدا)
بتاريخ : 05-09-2012 الساعة : 06:26 PM
السلام عليكم
يا شيخ ما رأيك بهذه العبارة ؟
إذا كانت الأمور تجري حسب رغباتك فأنت محظوظ وإذا كانت لا تجري حسب رغباتك فإنك محظوظ جدا جدا لأنها تجري حسب رغبات الله ؟
وجزاك الله خيرا

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذه العبارة خاطئة ، ويبدو أنها مُتلقّفَة مِن عبارات الغربيين دون تمحيص !
والخطأ في هذه العبارة مِن وُجوه عِدة :
الأول : أن الرغبة لا تُنسَب إلى الله ؛ لِعَدم وُوردها في النصوص ، وإنما تُنسَب إليه الإرادة والأمر والمحبة ونحو ذلك مما وَرَد في النصوص ؛ وذلك لأن رغبات الإنسان منها ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق .
الثاني : أن كل ما يجري على الإنسان إنما هو بِتقدير الله عَزّ وَجَلّ ، سواء ما يُحبّه الإنسان أو ما يكرهه ، وهذا جزء من عقيدة المسلم ، ومِن أركان الإيمان : الإيمان بالقَدَر خيره وشرِّه .
ومن عقيدتهم أيضا : أن الله لم يَخلُق شَرًّا مَحضًا ، يعني : خَالِصًا . فقد كان من دُعائه صلى الله عليه وسلم : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم .
الثالث : أن ما يَرغبه الإنسان ليس دائما في صالحه ولا يلزم أن يكون خيرا له ، ولو جَرى حسب رغبته ، كما أن ما يجري بِخلاف رغباته ليس شرًّا له ، كما قال الله تعالى : (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) ، وكما قال عَزّ وَجَلّ : (َعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
وكَم هي الأمور التي لا يُحبّها الإنسان في ابتداء الأمر ثم يَحْمَد عاقبتها ؟!
قال ابن القيم : كم مِن مِحْنة في طَـيِّها مِنحة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|