|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــوم
هل يجوز صوم داود عليه السلام لإنقاص الوزن ؟
بتاريخ : 29-09-2012 الساعة : 09:38 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل ما حكم صيام يوم وفطر يوم - صوم داود عليه السلام - لكن من أجل إنقاص الوزن ؟ وأيضاً عبادة لكن النية الأولى هي إنقاص الوزن ؟ هل يجوز ؟ وهل يقبل الله صيامي ؟
وجزاكم الله خيراً

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لو جُعِلت نيّـة الصيام هي الأولى ، ونيّـة إنقاص الوزن تأتي تَبع ، لكان أولى ؛ فإن الله عَزّ وَجَلّ قال في الحج : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) .
وإذا عُكِسَت النية فإنها تُنقص أجر صاحبها إذا جَعَل نيّـة الدنيا هي المقدَّمة .
قال القرطبي في تفسيره : (مَنَافِعَ لَهُمْ) ، أي : المناسك ، كَعَرَفَات والمشْعَر الحرام . وقيل : المغفرة . وقيل : التجارة . وقيل : هو عموم ؛ أي : لِيَحْضُروا منافع لهم ، أي : ما يُرْضِي الله تعالى مِن أمر الدنيا والآخرة ؛ قال مجاهد وعطاء واختاره ابن العربي ؛ فإنه يجمع ذلك كله مِن نُسُك وتجارة ومغفرة ومنفعة دنيا وأخرى .
وقال ابن مفلح في " الفروع " : وَذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمُمْتَزِجِ بِشَوْبٍ مِنْ رِيَاءِ الدُّنْيَا وَحَظِّ النَّفْسِ : إنْ تَسَاوَى الْبَاعِثَانِ عَلَى الْعَمَلِ فَلا لَهُ وَلا عَلَيْهِ ، وَإِلاَّ أُثِيبَ وَأَثِمَ بِقَدْرِهِ ، وَاحْتَجَّ بِالإِجْمَاعِ عَلَى صِحَّةِ حَجِّ التَّاجِرِ وَإِثَابَتِهِ ، لأَنَّهُ الْمُحَرِّكُ الأَصْلِيُّ ، وَكَذَا مَنْ قَصَدَ الْغَزْوَ ، وَقَصَدَ الْغَنِيمَةَ تَبَعًا ، وَثَوَابُهُ دُونَ مَنْ لا يَقْصِدُ الْغَنِيمَةَ أَصْلاً .
وَمَا لا يُرِيدُ بِهِ إلاَّ الرِّيَاءَ فَهُوَ عَلَيْهِ ، وَيُعَاقَبُ بِهِ ، وَصَحَّحَ فِي تَفْسِيرِهِ فِي قَوْلِهِ : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) مَنَافِعَ الدَّارَيْنِ ، لا إحْدَاهُمَا ، لأَنَّ الأَصْلَ قَصْدُ الْحَجِّ ، وَالتِّجَارَةُ تَبَعٌ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|