|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
هل البسملة آية من الفاتحة؟
بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 10:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحسن الله إليك ، ذكرت إحدى المحاضرات في معرض حديثها عن سورة الفاتحة أن القول الراجح في البسملة أنها آية من الفاتحة دون ذكر الأقوال والأدلة ولا من رجحه لأن الدرس كان درسا عاما .
وقد قرأت في تفسير الشيخ بن عثيمين رحمه الله وفي تفسير الشيخ عبد الكريم الخضير لسورة الفاتحة أن الراجح أن البسملة ليست آية من الفاتحة ،
سؤالي : هل أفتح عليها وأقول لها أن الراجح ليس القول الذي ذكرتيه ؟
أم أن الأمر فيه سعة يعني عادي هي تقول القول الراجح كذا وأنا أقول القول الراجح كذا كل حسبما قرأ وسمع ؟
وعند سماعي أحد يقول في مسألة ما أن القول الراجح كذا وأنا أعلم خلافه هل أقول له إن القول الراجح ليس ما ذكرته بل خلافه أم أسكت ؟
وهل يلزم من قول العالم ـ والقول الراجح كذا ـ أن لا أقبل قول غيره ؟
أرجو التوضيح بارك الله بكم وبعلمكم ونفع بكم .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الأمر فيه سَعة ، وإذا كنت رأيت الراجح خِلاف ما ذكرته المحاضِرَة ، فيكون السؤال بصيغة تُشعر بالأدب ، مثل : أظن أن الشيخ فلان رجّح كذا .. أو يكون بالسؤال عن أدلة هذا القول ، ونحو ذلك ، بحيث لا يقع التنازع ، ولا يُشوّش على العامة .
وقد دلّ الدليل على أن البسملة آية من الفاتحة .
وكنت أشرت إلى هذه المسألة في شرح العمدة هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/081.htm
وهنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/100.htm
وأما حديث " قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَءُوا يَقُولُ الْعَبْدُ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) " رواه مسلم .
فليس فيه ما يُستدلّ به على أن البسملة ليست آية من الفاتحة ؛ لأن العبد يقرأ في صلاته السرية والجهرية : الحمد لله رب العالمين .
واحتمال أن يكون ذِكر البسملة مطويًّا في الرواية ، فقد جاء في روايات أُخَر : " قال الله تبارك وتعالى : قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : (بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله عز وجل : ذكرني عبدي " . رواه البخاري في " جزء القراءة " وأشار إلى ضعفها ، ورواها الدارقطني والبيهقي في السنن والشُّعَب .
قال الْحَلِيمي رحمه الله :
و ليس في ابتداء القسمة مِن قوله : ( الحمد لله رب العالمين ) دليل يقطع إن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ليست الآية الأولى ، لأنه يجوز أن يكون أراد فإذا انتهى العبد إلى ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله : حَمِدَني عبدي ، لا أن ذاك جميع الجزء الأول من هذه السورة ، كما قال صلى الله عليه و سلم : وإذا قال الإمام : (ولا الضالين) فقولوا : آمين ، و إنما أراد : فإذا انتهى في القراءة إلى هذا القول ، لا أن ذلك جميع قراءته ، والله أعلم . اهـ .
والأحاديث الأخرى صريحة في كونها آية من الفاتحة .
والصريح يقضي على المحتمل .
وبحث هذه المسألة بتوسّع في :
الاستذكار لابن عبد البر
المجموع للنووي
تفسير الفاتحة في تفسير الثعلبي
تفسير الفاتحة في تفسير القرطبي
تفسير الفاتحة في تفسير ابن كثير
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|