[عبق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة انتشرة بين الناس
لقد كثرت الامراض وتوقف المطر وانتشر الغلاء والوباء والفتن والحل
هو دعوة لحملة استغفار : فدعونا نستغفر اليوم ولو100 مرة لعل الله
أن يغيث البلاد والعباد فما نزل بلاء إلا بذنب فا ستغفر الله
وارسل لمن عرفت

ماريكم ياشيخ في الرسالة

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا بأس بها ، فالاستغفار مشروع ، والحث على الاستغفار مطلوب ، إلاّ أن يكون جَماعيا ؛ فإنه ممنوع .
قال عليه الصلاة والسلام : إنه لَيُغَان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة . رواه مسلم.
وقال : يا أيها الناس توبوا إلى الله ، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة . رواه مسلم .

وكان السلف يأمرون بالاستغفار .
وَفد الحسن بن علي رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه ، فلما خَرَج تَبِعَه بَعض حُجّابه ، فقال : إني رجل ذو مَال ، ولا يُولَد لي ، فَعَلّمني شيئا لعل الله يَرزقني وَلدا . فقال : عليك بالاستغفار . فكان يُكْثِر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة ، فَوُلِد له عشرة بَنين ، فبلع ذلك معاوية ، فقال : هلاّ سألته مِـمَّ قال ذلك ؟ فَوَفد وَفدة أخرى فسأله الرجل ، فقال :
ألم تسمع قول هود عليه السلام : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) ؟ وقول نوح عليه السلام : (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ ) ؟

وشَكَا رَجُل إلى الْحَسَن البصري الْجُدُوبة فقال له : اسْتَغْفِر الله ، وشكا آخر إليه الفَقر ، فقال له : اسْتَغْفِر الله ، وقال له آخر : ادْع الله أن يَرزقني وَلدا ، فقال له اسْتَغْفر الله ، وشكا إليه آخر جَفاف بُستانه ، فقال له : اسْتَغْفِر الله .
فقيل له في ذلك ، فقال : ما قلت من عندي شيئا ! إن الله تعالى يقول في سورة نوح : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) .

وجاء عن بعض السلف تشبيه الاستغفار بِالْمُمْحَاة .
روى الإمام أحمد في " الزهد " من طريق مالك بن مغول قال : سمعت أبا يحيى ، يقول : شكوت إلى مجاهد الذنوب قال : أين أنت مِن الْمُمْحَاة ؟ يعني مِن الاستغفار

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم