|
|
المنتدى :
إرشـاد القـصــص
كون يوسف مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أت يتصرف بالمال؟
بتاريخ : 08-02-2010 الساعة : 11:32 PM
كان يوسف عليه الصلاة والسلام ، مسؤولاً عن خزائن الأرض في زمن عزيز مصر ، وكان يقتِّر على نفسه ، ويضيِّق عليها ، ولا يعطيها ما تشتهيه من الطعام والشراب ، فقال له بعضهم : أتجوع و تقتِّر على نفسك وبيدك خزائن الأرض وتحت تصرفك ؟ فقال : أخاف إن شبعتُ أن أنسى الجياع .
قال الله عز وجل في يوسف صلى الله عليه وسلم :
( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )
ما رأي فضيلتكم حول هذه المشاركة علما أن يوسف عليه السلام أمين حفيظ ودلت عليه الآية التي ذكرتها ؛ وكونه مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أن يتصرف بالمال ؛ ويكون عذره في عدم الأكل أنه ينسى الجياع ففيها وجهة نظر ؛ لأنه يمتنع لأمانته وحفظه للأموال التي أؤتمن عليها .
السؤال حول الحديث
جزاك الله الخير

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذا مَروِيّ عن سليمان عليه الصلاة والسلام .
وكان سليمان عليه السلام فيما رُوي يأكل خُبز الشعير ، ويُطعم أهله الخشكار ، ويُطعم المساكين الدَّرْمَك . وروي أنه ما شَبِع قط ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن أنْسَى الْجِيَاع . أوْرَده ابن عطية في تفسيره ، ونَقَلَه القرطبي في تفسيره .
والدَّرْمَك : هو الدَّقِيق .
ولو كانت في حق يوسف عليه الصلاة والسلام لَم يكن فيها إشكال .
وأما قولك – حفظك الله – : " وكونه مسؤولا عن خزائن الأرض لا يجيز له أن يتصرف بالمال ؛ ويكون عذره في عدم الأكل أنه ينسى الجياع ففيها وجهة نظر ؛ لأنه يمتنع لأمانته وحفظه للأموال التي أؤتمن عليها "
فالجواب عنه :
أن المؤتمن على تلك الخزائن له نَصِيب فيها كَما لِغيره ، فكونه يترك بعض نصيبه خشية نِسيان الْجِيَاع له فيه مندوحة ، كَما إنه لو أخذ نصيبه كاملا لم يكن فيه حَرَج ولا تَعدّ على تلك الخزائن .
ومثل هذا في شرْعِنا مَن يُعيَّن لِجِباية الزَّكاة ، فإن " العامِلين عليها " صِنْف مِن أهل الزَّكاة ، ولهم نَصِيب في الزكاة ، فلو تَرَك شخص حقَّـه وتنازَل عن نَصِيبه لم يكن فيه حَرَج ، ولو أخذ نصيبه كاملا لم يكن مُتعدِّيًا ، بل هو يأخذ نَصيبه بِحقّ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|