|
|
المنتدى :
إرشـاد المعامـلات
طبيب أسنان اشترى كرسي تطبيب عن طريق قرض بفائدة ، والآن علِم وندِم . ماذا عليه ؟
بتاريخ : 18-03-2010 الساعة : 03:05 AM
السلام عليكم و رحمة الله
باسم الله الرحمن الرحيم
إنني شاب جزائري مسلم متزوج و لي ثلاث أطفال ملتزم حاج لبيت الله الحرام ..
أشتغل كطبيب أسنان لحسابي الخاص .
في سنة 1987 اقترضت مبلغا ماليا من البنك بفوائد من أجل شراء كرسي للتطبيب قمت بتسديد القرض بفوائده المترتبة علي لمدة 3 سنوات .
بعد ثلاث سنوات كثرت الأعطاب علي الكرسي الذي أشتغل عليه فاضطررت إلي اقتراض ثان من البنك و بفوائد أيضا بغية اشتراء كرسي أخر . سددت القرض بفوائده . في تلك المرحلة لم أكن أعرف الحكم الشرعي من عملية الاقتراض بالفوائد وأنها حرام .
أجد نفسي الآن قلقا جدا و متوترا من العمل الذي قمت به و لا أعرف ما أعمل .
أفتوني رحمكم الله
مأجورين إن شاء الله

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عفا الله عما سَلَف ، خاصة وأنه كان من غير عِلم .
وقد قال الله تعالى : (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
وقد استجاب الله للمؤمنين هذا الدعاء فقال الله في الحديث القدسي : قد فَعَلْتُ .
أي أن الله لا يؤاخذ حال الخطأ والنسيان
فمن فعل فِعلاً حال نسيان أو فعله مُخطئاً فليس عليه إثم .
ولذلك لما جاء الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هَلَكتُ . قال : : وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان . قال : هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : ثم جلس فأُتيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِعَرَق فيه تمر فقال : تصدق بهذا . قال : أفقر منا ؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه مِنّـا . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال : اذهب فأطعمه أهلك . رواه البخاري ومسلم .
فهذا الرجل أخطاً وارتكب خطأ كبيرا في نهار رمضان ، ومع ذلك لم يُؤاخَذ وعُفي عنه ، لأنه كان جاهلا بالْحُكم .
وليس عليك الآن شيء طالما أنك ندِمتَ وتُبْتَ إلى الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .
وليس عليك التخلّص من هذا الكرسي ، وإنما عليك أن لا تَعود لمثل هذا العمل .
وبإمكانك عند الحاجة إلى الشراء وعدم توفّر المال أن تشتري سلعة بنظام التقسيط ثم تبيعها في الحال وتشتري ما تحتاج ، أو إذا وجدت من يبيع عليك الكرسي – مثلاً – بزيادة في سِعره مُقابِل تأخير السداد على مدى ثلاث سنوات أو أربع أو أكثر ، فهذه المعاملة جائزة عند جمهور العلماء .
وأما أخذ قرض من البنك ، بحيث تأخذ المال ثم تُسدِّده بزيادة فهذا عين الربا .
وأسأل الله لك العون والتوفيق .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|