|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
الذي يغض بصره كيف يعوضه الله خيرا
بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 12:26 AM
...
الذي يغض بصره كيف يعوضه الله خيرا مما تركه لطاعة الله ؟
وهل يكون شقياً في الحياة ؟

الجواب : وكيف يكون شقياً من أخذ بمجامِع السعادة ، وتَرَك طريق الشقاوة ؟ فإن من ترك المعصية عوّضه الله نوراً في قلبه ، وحلاوة في الطاعة ، وتلذّذاً بالعبادة .
ولذا كان إبراهيم بن أدهم في زهده وعبادته يقول : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجلدونا عليه بالسيوف . أي ما نحن فيه من السعادة والأُنس بالله ، وانشراح الصدر ، وطمأنينة القلب ، وراحة النفس .
فهذه لا تُشترى بالمال ، ولا تُدرك بقوّة الجاه والسلطان ، وإنما تُنال بنيل رضا الله ومحبته والإقبال على طاعته .
ولو كانت السعادة تُشترى بالمال لكان الأثرياء أسعد الناس ، ولكن الملاحَظ أنهم من أشقى الناس – غالباً – ومن أضيق الناس صُدوراً ، وأنكدهم عيشاً !
ترى أحدهم يملك الأموال الطائلة ، وهو يـتأفف من حياته ! يشكو الضيق ، يشتكي من الهمّ ، يُقلقه القَلَق. فما الذي نَقَصَه ؟
تنقصه الطاعة
تنقصه السعادة الحقيقية
غير أن كثيراً من الناس يَطلب السعادة في غير مظانِّها ، ويبحث عنها في غير أماكن وُجودها . وقديما قيل : إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ !
فالذي يُريد السعادة في المعصية لن يجد إلا الشقاء ، والذي يُتعب خيله في باطل لن يحصل إلا على العناء ، فليست السعادة في رقص وغناء ، وليست السعادة في أن تضيع الأعمار هباء
ولذا كان الإمام الشافعي يقول :
سهري لتنقيح العلوم ألـذّ لي *** من وصْـل غانية وطيب عنـاق
وصرير أقلامي على صفحاتها *** أحلى مـن الدّوْكـاء والعشـاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهـا *** نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصة *** في الدرس أشهى من مدامة سـاق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَلَيْسَ لِلْقُلُوبِ سُرُورٌ وَلا لَذَّةٌ تَامَّةٌ إلا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِمَا يُحِبُّهُ .وهنا زيادة فائدة :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7467
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|