هو آثم بِقطيعة الرَّحم .
وإثم قطيعة الرَّحم كبير ، بل قاطع الرَّحم معلون .
قال الله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) .
وقد قال ربنا - وقوله الصِّدْق - وَوَعَد - وَوَعْده حق - أن يَصِل من وَصَل رحِمه ، وأن يَقطع من قَطَع رحِمه ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بِحَقْوِ الرحمن ، فقال له : مه ! قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . قال : ألا ترضين أن أصِل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب . قال : فذاك . قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) . رواه البخاري ومسلم .
وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الرحم شَجَنة مِن الرحمن ، فقال الله : مَن وَصَلك وَصَلته ، ومَن قطعك قطعته . رواه البخاري .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الرَّحِم شجنة ، فَمَنْ وَصَلَها وَصَلْتُه ، ومن قطعها قطعته . رواه البخاري .
وهذا يُبيِّنه ما في المسند وغيره من حديث عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : أنا الرحمن خَلَقْتُ الرَّحم ، وشققت لها مِن اسْمِي اسْما ؛ فمن وَصَلَهَا وصَلْتُه ، ومَن قَطَعها بَتَتُّه .
وقال عليه الصلاة والسلام : لا يدخل الجنة قاطع . رواه البخاري ومسلم .
يعني : قاطِع رَحِم .
وعقوبة قطيعة الرّحم مُعجّلة .
قال عليه الصلاة والسلام : ما مِن ذَنْب أجْدر أن يُعَجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يُدَّخَر له في الآخرة : مِن البَغي وقَطيعة الرَّحم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقد شدّد النبي صلى الله عليه وسلم في قطيعة الرحم ، فقال : مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ولا ذنب لكم فيما عَمِل ، طالما أنكم كَلمتموه وناصَحتموه ، ولم يَقْبَل منكم .
ومع ذلك : لا تيأسوا مِن إصلاحه ، فلعل الله ينفعه بِكلمة منكم .
وأرسلوا له رسائل مثل هذه الفتوى ، وما في الروابط الآتية .