|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
ما معنى حديث : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " ؟
بتاريخ : 28-12-2016 الساعة : 04:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل قال عليه الصلاة والسلام : (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فما المقصود بذلك ؟
لأني أرى أكثر علماء العالم الإسلامي على منهج الأشاعرة فهل المقصود بالحديث على وجه التغليب ؟ أم أن الأمة جميعها لا تجتمع على ضلالة ؟ باعتبار أن كثير من علماء الأمة على منهج السلف ؟
بارك الله فيكم وسدد خطاكم

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
المقصود : أن الأمّة جميعا لا تجتمع على ضلالة .
ولذلك : إذا أجْمَعت الأمة جمعاء على أمْرٍ كان حُجّة على صِحّته ؛ لأن الأمّة جميعا لا تجتمع على ضلالة .
أما أن يَقع بعض أفرادها ، أو كثير من أفرادها في شيء من الضلال في وقت دون وقَتْ ؛ فهذا لا يُعتبر اجتماع على الضلالة ، وليس له حُكم الإجماع .
قال ابن بطّال : الاعتصام بالجماعة كالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لقيام الدليل على توثيق الله ورسوله صحة الإجماع ، وتحذيرهما من مفارقته بِقَولِه تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) الآية ، وقوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) الآية . وهاتان الآيتان قاطعتان على أن الأمة لا تَجتمع على ضلال ، وقد أخبر الرسول بذلك فَهمًا من كتاب الله فقال: " لا تجتمع أمتى على ضلال " ، ولا يجوز أن يكون أراد جميعها مِن عصره إلى قيام الساعة ؛ لأن ذلك لا يفيد شيئًا ؛ إذْ الحكم لا يُعرف إلاّ بعد انقراض جميعها ، فعُلِم أنه أراد أهل الحل والعقد من كل عصر . اهـ .
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن معنى إجماع العلماء ، وهل يسوغ للمجتهد خلافهم ؟ وما معناه ؟
فأجاب رحمه الله :
الحمد لله ، معنى الإجماع : أن تجتمع علماء المسلمين على حُكم مِن الأحكام . وإذا ثبت إجماع الأمة على حُكم من الأحكام لم يكن لأحدٍ أن يَخرج عن إجماعهم ؛ فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولكن كثير مِن المسائل يَظن بعض الناس فيها إجماعا ولا يكون الأمر كذلك ، بل يكون القول الآخر أرجح في الكتاب والسنة .
وأما أقوال بعض الأئمة ، كالفقهاء الأربعة وغيرهم ؛ فليس حجة لازِمَة ولا إجماعا باتفاق المسلمين ، بل قد ثبت عنهم رضي الله عنهم أنهم نَهَوا الناس عن تقليدهم ؛ وأمَُروا إذا رَأوا قَولاً في الكتاب والسنة أقوى مِن قولهم ، أن يأخذوا بما دَلّ عليه الكتاب والسنة ويدعوا أقوالهم . ولهذا كان الأكابر مِن أتْبَاع الأئمة الأربعة لا يزالون إذا ظَهَر لهم دلالة الكتاب أو السنة على ما يُخالف قَول مَتْبُوعِهم اتَّبَعُوا ذلك . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|