|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
معنى حديث ( تعرَّف إلى الله في الرَّخاء يعرفك في الشدَّة )
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 01:41 AM
الشيخ عبد الرحمن السحيم حياك الله ونفع بعلمكم
الإنسان بين سراء وضراء وبين فرح وترح
واستوقفني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( تعرَّف إلى الله في الرَّخاء يعرفك في الشدَّة )
ما معنى هذا الحديث ؟
وما المقصود بــ الرخاء على وجه الخصوص ؟ هل هي حالة الفرح ؟

الجواب :
ونفع بك .
الرخاء ضد الشِّدّة ، وحال الرخاء يشمل كل أحوال الإنسان الاعتيادية ، أما الشدائد فهي عارضة وليست دائمة .
ومن تعرّف إلى الله في الرخاء تعرّف الله إليه في الشِّدة ، ومَن نَسِيه في الرخاء نسيه الله بالترك في الشّدّة . وذلك لأن الجزاء من جنس العمل ، ولا يظلم ربك أحدا .
قال تعالى عن المنافقين : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) .
وقال عزَّ وَجَلّ : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) .
وقال تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ)
قال القرطبي في تفسيره : قيل : " نسوا الله " في الرخاء ، فأنساهم أنفسهم في الشدائد . اهـ .
ومِن التّعرّف إليه جل جلاله في حال الرخاء كثرة الدعاء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب ، فليكثر الدعاء في الرخاء . رواه الترمذي .
ومن التعرّف إلى الله في الرخاء حفظ حدوده ، واجتناب محارمه ، وكثرة ذِكره ، ومِن ذِكره – بل من أعظم الذّكْر – ذِكره تبارك وتعالى عند أمره ونهيه .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|