|
|
المنتدى :
قسم أراشيف الفتاوى المكررة
هل فرض على المسلم الخروج في سبيل الله ؟ وأن يكون داعياً ؟
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 10:33 PM
هل فرض على المسلم الخروج في سبيل الله ؟
وأن يكون داعياً ؟
أرجو الرد .

الجواب:
إذا كان المقصود بـ " الخروج في سبيل الله " الجهاد في سبيل الله فهو من أفضل القُرُبات وأجلّ الطاعات .
وقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم يَرون الجهاد أفضل الأعمال .
ولذا لما قال عليه الصلاة والسلام : ما العمل في أيام أفضل منها في هذه العشر . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد ، إلا رجل خرج يُخاطِر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء . رواه البخاري .
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري .
فهذا يدل على أنهم كانوا يَرون الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال وأجلّها وأعلاها .
وإن كان المقصود بـ " الخروج في سبيل الله " الخروج إلى الدعوة – كما تَزعم جماعة التبليغ – فهذا من بِدَعِ الجماعة ، ولم يُعرَف عند سلف هذه الأمة تسمية الخروج إلى الدعوة والانتداب لها – خروجا في سبيل الله ، وإن كانت الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال ، وهي وظيفة الأنبياء والرُّسُل ، والقائم بها قائم بمهمة الأنبياء والرُّسُل ، إلا أن تسمية الخروج للدعوة بهذا الاسم يُعتَبر مُحدَثاً .
ولا عُرِف عند السلف أيضا مسألة قصر الدعوة على مدّة مُعيّنة ، لا بأربعة أيام ولا بأربعين يوماً !
فالداعي إلى الله يَدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل .
ويَدعو إلى الله طيلة حياته ، لا يَنثني عن دعوته ، ولا يقتصر على مدّة مُعينة ولا على مكان أو زمان .
ومن شرط الدعوة إلى الله أن يكون الإنسان عالما بما يَدعو إليه ، ولا يُشترَط أن يكون عالما يُشار إليه بالبنان .
لقوله عليه الصلاة والسلام : بلغوا عني ولو آية . رواه البخاري .
وما يُلحَظ في الذين يَخرُجون إلى الدعوة إلى الله أن يُخرَجون عن طريق جماعة التبليغ الجهل المركّب أو الجهل البسيط أحياناً !
فيدعو أحدهم ولو لم يُحسِن قراءة الفاتحة !
ويَقوم أحدهم يُبيِّن – كما اصطلحوا عليه – وقد يكون من أجهل الناس !
ورأيت مرّة شاباً أُقحِم في الدعوة لا يُحسن قراءة الآيات فضلا عن الأحاديث !
ولم يُورِد حديثا صحيحاً !
نعم ، لا يُشترَط أن يكون الداعي عالما ، ويُشترَط أن يَعلَم ما يقول .
وما هكذا تورَد الإبل .
ومن الملاحَظ أن الجماعة المذكورة تُخرج الناس من ظُلمات المعاصي إلى ظُلُمات الجهل وتِيه البِدَع !
وقد قرّر ابن القيم رحمه الله أن البِدعة أحبّ إلى الشيطان من الكبيرة !
وذلك أن بقاء الشخص على كبيرة من كبائر الذنوب يَجعله يُحاسِب نفسه ويَندَم ، وتلومه النفس اللوامة ، بينما الواقع في البِدَع يَرى أنه على خير وأنه على الصراط المستقيم ، وهو ليس كذلك .
ومما يُلحَظ على تلك الجماعة أيضا عدم الاهتمام بالتوحيد ولا بالعِلم ، غاية ما هنالك اهتمامهم بالرقائق وما يُسمونه بـ " الإيمانيات " .
وزادهم القَصص والأمثال ، وأحيانا كثيرة : القصص المكذوبة !
ومن ينتمي إلى تلك الجماعة يغضب ويرضى للجماعة لا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولِدين الله .
فإني أجزم لو قرأ أحدهم مثل هذا الكلام أو سمِعه لاستشاط غضبا – وهم من أحلم الناس – إلا إذا تكلّم مُتكلِّم في الجماعة !
فأصبح لولاء والبراء عليها ، والموالاة والمعادة من أجل الجماعة ، فموالاة أفراد الجماعات بعضهم لبعض قائم على الانتماء للجماعة أو الحزب ، وما يتعلق بذلك .
ونسأل الله أن يتوفانا على التوحيد والسنة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|