|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
ما حكم بعض الأدوية التي تذهب العقل لإحتوائها على نسبة من المخدرات كأدوية الصرع والمسكنات؟
بتاريخ : 08-10-2012 الساعة : 10:54 AM
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـــــه
نفع الله بكم شيخي الحبيب و الغالي
يقول السائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم بعض الأدوية التي تذهب العقل لأنها تحتوي على نسبة متفاوتة من المخدرات كأدوية الصرع والكحة والمسكنات والمهدئات القوية وكذلك التخدير " البنج " الذي يذهب العقل ذهابا كليا أو جزئيا في العمليات الجراحية هل هذه تدخل ضمن الحديث الشريف الذي قاله الرسول : " إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها "
جزاكـــــــ الله خيرا ـــم .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مثل هذه المذكورات لا تأخذ حُكم المخدّرات ؛ لأنها قد عُولِجت وصّنِّعَت فتحوّلت إلى مواد أخرى ، وذهب ما فيها مِن إسكار وغياب للعقل ، ما عدا البنج ، وهو يستعمل في حالات الاضطرار ، أو يُستعمل موضعيًّا .
والشيء إذا استحال إلى مادة ثانية ، فإنه لا يأخذ حُكم أصل المادة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن " مسألة الاستحالة " : وفيها نزاع مشهور ؛ ففي مذهب مالك وأحمد قولان ، ومذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر أنها تطهر بالاستحالة ، ومذهب الشافعي لا تطهر بالاستحالة . وقول القائل : إنها تطهر بالاستحالة أصح فإن النجاسة إذا صارت ملحا أو رمادا فقد تبدَّلَت الحقيقة وتَبَدّل الاسم والصفة ، فالنصوص المتناولة لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير لا تتناول الملح والرماد والتراب ، لا لفظا ولا معنى ، والمعنى الذي لأجله كانت تلك الأعيان خبيثة معدوم في هذه الأعيان ، فلا وَجْه للقول بأنها خبيثة نجسة .
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : عن رجل وُصِفَ له شحم الخنزير لمرض به . هل يجوز له ذلك أم لا ؟
فأجاب: وأما التداوي بأكل شحم الخنزير فلا يجوز . وأما التداوي بالتلطّخ به ثم يغسله بعد ذلك ، فهذا ينبني على جواز مباشرة النجاسة في غير الصلاة ، وفيه نزاع مشهور ، والصحيح أنه يجوز للحاجة كما يجوز استنجاء الرجل بيده ، وإزالة النجاسة بيده ، وما أبيح للحاجة جاز التداوي به ، كما يجوز التداوي بلبس الحرير على أصح القولين ، وما أُبيح للضرورة كالمطاعم الخبيثة فلا يجوز التداوي بها ، كما لا يجوز التداوي بشرب الخمر . لا سيما على قول مَن يقول : إنهم كانوا ينتفعون بشحوم الميتة في طلي السفن ودهن الجلود والاستصباح به ، وأقرّهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وإنما نهاهم عن ثمنه . اهـ .
وكنت قد سألت شيخنا الشيخ د . إبراهيم الصبيحي عن مسألة التداوي بـ " الأنسولين " ، وقد قِيل : إنها مستخرَجة من الخنـزير .
فأفاد – حفظه الله – أنها إذا استَحالَتْ هذه المواد اختَلَف حُكمها .
وهذه المواد لا يُمكن فَصْلها عن بقية مُكوّنات تلك الأدوية ، بحيث يُعرَف أن ذلك الجزء من الخنـزير .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|