|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
ما تفسير قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا...) ؟
بتاريخ : 04-11-2012 الساعة : 09:30 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله يا شيخنا الفاضل بارك الله في جهودك وجمعك بالحبيب صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم
أريد منك شرحا للآية الكريمة و قوله تعالى في سورة الأحزاب : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) بتوضيح ماذا حدث قبلها وبعدها وما هي أسباب نزولها من فضلك ؟
وجزاكم الله كل خير

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان الـتَّـبَنِّـي معروفا منتشِرا في الجاهلية .
قال ابن كثير : وقوله : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) : هذا أمرٌ ناسِخ لِمَا كان في ابتداء الإسلام مِن جواز ادِّعاء الأبناء الأجانب ، وهم الأدعياء ، فأمر الله تعالى بِرَدّ نَسَبهم إلى آبائهم في الحقيقة ، وأن هذا هو العدل والقسط .
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ : (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تَبَنَّى زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فلما جاء الإسلام أبطَل التبنّي ، وكان أهل الجاهلية يُحرِّمون تَزَوّج الرجل بِزوجة مَن تَبَنَّاه ونُسِب إليه ، فجاء الإسلام بإبطال ذلك .
وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد تزوّج زينب بنت جحش رضي الله عنها - وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب ، وأميمة عمة النبي صلى الله عليه وسلم - : فَطَلّقها زيد رضي الله عنه ، فَزَوَّج الله رسوله صلى الله عليه وسلم إياها مِن فوق سبع سَمَاوات .
وفي صحيح مسلم من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ : " فَاذْكُرْهَا عَلَىَّ " . قَالَ : فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهْىَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِى صَدْرِى حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا ، فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِى وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِى ، فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ . قَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّى . فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ .
وعند البخاري من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ . قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|