|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
لعن الدنيا والنهي عن سب الدهر .هل بينهما تعارض ؟
بتاريخ : 07-03-2010 الساعة : 09:00 PM
شيخي الفاضل .
أود أن اسأل عن الحديث التالي و معناه ؟ الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله و ما والاه ، و عالما أو متعلماً و هل يتعارض مع الحديث التالي : " يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار "
فهل يقصد بالحديث الأول أن الدنيا لا خير فيها إلا بذكر الله و ما أُمرنا به من إعمار الكون وعبادة الله ، الأمر الذي يحتم علينا التعلم ، سواء العلم الشرعي والذي من خلاله نبني شخصية المسلم العابد ، الخلوق ، العامل، المعلم و المتعلم ، المجاهد ، المتدبر لملكوت الله و قدرته ،
و العلم الدنيوي من طب و فلك و رياضيات و غيرها لنبتغي من فضل الله ، و نعمر الكون ، و نزداد إيماناً بمعرفة مدى قدرة و عظمة الخالق. --------- أما الحديث الثاني فإنه يتكلم عن الدهر و ليس عن الدنيا ، و بينهما اختلاف ؟
فهل ما فهمته صحيح ؟

الجواب/ الحديث الأول ينص على أن : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم .
ولذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : اطلبوا العلم ، فإن عجزتم ، فأحبوا أهله ، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم . ولذا تُـذمّ الغفلة عن ذكر الله ، ويُمدح الذاكر حال الغفلة ويعظم أجره . وهذا يدل على أن الله مقت هذه الدنيا ، وأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
والحديث الآخر فيه النهي عن سب الدّهر ؛ لأن سب الدهر إنما هو سب لما فيه من تصاريف الأحوال واختلاف الأقدار ، فيقع السب على مُدبّر ذلك ، وهو الله سبحانه وتعالى .
فإنه سبحانه هو مُصرّف الدهور مُدبّر الأمور سبحانه وتعالى . وللفائدة : فإن الكلام على الدهر يكون على أقسام : فإن وُصِف الدهر أو الزمان بأنه حار أو بارد أو وقت شِـدّة ونحو ذلك ، فهذا وَصف ، ولا يدخل في النهي .
وإن سب الدهر ، كان يلعن الأيام والليالي ، أو يصف الزمن بأنه غدّار ونحو ذلك ، فهذا من السب المنهي عنه ؛ لأن الدهر ليس له تصرّف ، فالله هو المُصرّف ، فإن سب الخلق سب الخالق .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|