|
|
المنتدى :
قسـم البـدع والمـحدثـات
حكم إهداء سورة الفاتحة إلى روح النبي عليه السلام بعد الصلاة ؟
بتاريخ : 05-09-2012 الساعة : 02:44 AM
السؤال
ما حكم إهداء سورة الفاتحة إلى روح النبي عليه السلام بعد الصلاة ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ
اعتادَ كثير من الناس بعد التسليم من الصلاة قراءة الفاتحة
و بعدها يقولون :
( أهدي سورة الفاتحة إلى روح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و إلى أرواح جميع المؤمنين و المؤمنات )
فهل هناك دليل على صحة ذلك ؟
جزاك الله الجنة شيخنا الفاضل و نفعنا بعلمك

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
قراءة الفاتحة بعد الصلاة والْتِزام ذلك مِن البِدَع الْمُحْدَثَة ؛ لأنها لم تَرِد بِطريق صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد مِن أصحابه ، وكذلك الاجتماع على الدعاء بعد صلاة الفريضة .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
ليس مِن السُّـنَّة قراءة الفاتحة بعد الفريضة لا فُرَادى ولا جماعة .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : وأما قراءة الفاتحة بعد الصلاة سواء كان ذلك سرا أو جهرا فلا أعلم فيه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .
ولا يجوز إهداء ثواب الأعمال إلى الأموات ، ولو كان يجوز لَمَا جاز إهداؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام هو الذي دلّ الأمة على كلّ خير ، ومَن دلّ على خير كان له مثل أجور مَن تَبِعَه لا يُنْقِص ذلك مِن أجورهم شيئا .
والمشروع في حقّ النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصلاة عليه ، فإن مَن صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشر صلوات ، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام . وسؤال الله الوسيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْنَا عَشْرًا ، وَإِذَا سَأَلْنَا اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْنَا شَفَاعَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكُلُّ ثَوَابٍ يَحْصُلُ لَنَا عَلَى أَعْمَالِنَا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِنَا شَيْءٌ ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " ، وَهُوَ الَّذِي دَعَا أُمَّتَهُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ أُمَّتُهُ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ الصَّحَابَةُ وَالسَّلَفُ يَهْدُونَ إلَيْهِ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ وَلا يَحُجُّونَ عَنْهُ وَلا يَتَصَدَّقُونَ وَلا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَهْدُونَ لَهُ ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا يَعْمَلُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ ، لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْء . اهـ .
والمشروع في حقّ سائر الأموات : الصدقة عنهم ، والدعاء لهم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
التعديل الأخير تم بواسطة نبض الدعوة ; 05-09-2012 الساعة 09:40 PM.
سبب آخر: حذف كلمة الجواب ( مكرره )
|
|
|
|
|