السؤال
فضيلة الشيخ
يقول العلماء بان القول لا يسمى قولاً إلا مع حركة اللسان والشفتين ، ومن قرأ بعينه دون لسانه فلا يعد قارئاً
فكيف يطلق العلماء لفظ " قول القلب " ويجعلونه قسيم عمل القلب مع عدم صدور ألفاظ من القلب؟
وهل يعد قول القلب داخلاً تحت عموم القول؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
قول القلب هو الاعتقاد ، وعَمل القلب هو نِيّته وإخلاصه . كما قال ابن أبي العزّ في " شرح الطحاوية " .
ولا يدخل قَول القلب تحت عموم القَول بالمعنى المذكور ؛ لأن اللسان له حركة ، وللإنسان اختيار فيه ، بينما قول القلب اعتقاد ، لا حَرَكة معه ، إلاّ ما يَكون مِن أثر ذلك الاعتقاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ : أَنَّ الدِّينَ وَالإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ : قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ . اهـ .
بينما يَدخل قَوْل الْقَلْب تحت القَوْل الْمُطْلَق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْقَوْلَ الْمُطْلَقَ وَالْعَمَلَ الْمُطْلَقَ فِي كَلامِ السَّلَفِ يَتَنَاوَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، وَعَمَلَ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ . فَقَوْلُ اللِّسَانِ بِدُونِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ ، هُوَ قَوْلُ الْمُنَافِقِينَ ، وَهَذَا لا يُسَمَّى قَوْلا إلاَّ بِالتَّقْيِيدِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) ، وَكَذَلِكَ عَمَلُ الْجَوَارِحِ بِدُونِ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُنَافِقِينَ ؛ الَّتِي لا يَتَقَبَّلُهَا اللَّهُ . فَقَوْلُ السَّلَفِ : يَتَضَمَّنُ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ الْبَاطِنَ وَالظَّاهِرَ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية