|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
أريد شرح حديث " استوصوا بالنساء خيرا " ؟
بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 01:36 AM
السلام عليكم
سؤالي هو فضيلة الشيخ
قول الرسول عليه السلام في حديث " استوصوا بالنساء خيرا "
ما مفهوم هذا الحديث
ولكم خير الجزاء

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذه وصية من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء ، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا في أعظم موقف ، وذلك في حجة الوداع : أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ . رواه الترمذي .
قال ابن القيم : وَقَدْ سَمّى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْحَدِيثِ الصّحِيحِ الْمَرْأَةَ عَانِيَةً ، فَقَالَ : " اتّقُوا اللّهَ فِي النّسَاءِ فَإِنّهُنّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ " . وَالْعَانِي : الأَسِيرُ ، وَمَرْتَبَةُ الأَسِيرِ خِدْمَةُ مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدِهِ ، وَلا رَيْبَ أَنّ النّكَاحِ نَوْعٌ مِنْ الرّقّ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السّلَفِ : النّكَاحُ رِقّ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقّ كَرِيمَتَهُ . اهـ .
وفي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَال : وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْء فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا .
فقوله عليه الصلاة والسلام : " خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع " ليس عَيبا للمرأة ، وإنما فيه وصف أصل خِلقتها .
قال ابن حجر : وَكَأَنَّ فِيهِ إِشَارَة إِلَى مَا أَخْرَجَهُ اِبْن إِسْحَاق فِي " الْمُبْتَدَأ " عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِنَّ حَوَّاء خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعِ آدَم الأَقْصَر الأَيْسَر وَهُوَ نَائِم " ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَازِم وَغَيْره مِنْ حَدِيث مُجَاهِد . اهـ .
وهذا من الوصية بالمرأة ، فقد افتتح النبي صلى الله عليه وسلم وصيته بقوله : " وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ " ، واختتمها بقوله : " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا " .
وخبر عن طبيعة المرأة من أجل مراعاة ذلك .
قال محمد بن الحنفية : ليس بِحَكِيم مَنْ لا يُعاشر بالمعروف من لا يَجِد من معاشرته بُـدّاً ، حتى يجعل الله له فَرَجاً أو مَخْرَجَـا . رواه ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد .
وقال ذو النون : أما إنه من الْحُمْق : التماس الإخوان بغير الوفاء ، وطلب الآخرة بالرياء ، ومودّة النساء بالغلظة ! رواه البيهقي في شعب الإيمان .
قال ابن حجر : وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألّف القلوب ، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن ، والصبر على عِوجهن ، وأنّ من رَام تقويمهن فَاتَـهُ الانتفاع بهن ، مع أنه لا غِنى للإنسان عن امرأة يَسْكن إليها ، ويستعين بها على معاشه . اهـ .
و " الاسْتِيصَاءُ : قَبُولُ الْوَصِيَّةِ ، أَيْ أُوصِيكُمْ بِهِنَّ خَيْرًا ، فَاقْبَلُوا وَصِيَّتِي فِيهِنَّ " قاله المباركفوري .
وكنت أوضحت ما يتعلق بهذا الحديث وبأحاديث أُخَر تُثار حولها شُبهات من قِبَل بعض أعداء الإسلام ، بأن الإسلام انتقص المرأة وظلمها ! إلى غير ذلك ، أوضحته هنا :
هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!
http://www.al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1206
وهنا :
رُجحـان عقـل امـرأة..
http://www.al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=959
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|