[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمه الله
فضيلة الشيخ أود أن أسأل
هل عذاب القبر وأهوال يوم القيامة تُخفف على صاحبها عذاب جهنم وفي حال كانَت تُخفف عذاب جهنم .. فهل هذا الأمر ينطبق على الكفار وعلى المسلمين أم على المسلمين فحسب ؟.

وجزاك الله خيرا




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

عذاب القبر يُخفَف به عن المسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : دَلَّتْ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : عَلَى أَنَّ عُقُوبَةَ الذُّنُوبِ تَزُولُ عَنْ الْعَبْدِ بِنَحْوِ عَشَرَةِ أَسْبَابٍ :
أَحَدُهَا : التَّوْبَةُ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ .
السَّبَبُ الثَّانِي : الاسْتِغْفَار .
السَّبَبُ الثَّالِثُ : الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ .
السَّبَبُ الرَّابِعُ - الدَّافِعُ لِلْعِقَابِ - : دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لِلْمُؤْمِنِ ، مِثْلُ صَلاتِهِمْ عَلَى جِنَازَتِهِ .
السَّبَبُ الْخَامِسُ : مَا يُعْمَلُ لِلْمَيِّتِ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ ، كَالصَّدَقَةِ وَنَحْوِهَا .
السَّبَبُ السَّادِسُ : شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرُهُ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
السَّبَبُ السَّابِعُ : الْمَصَائِبُ الَّتِي يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا فِي الدُّنْيَا .
السَّبَبُ الثَّامِنُ : مَا يَحْصُلُ فِي الْقَبْرِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَالضَّغْطَةِ وَالرَّوْعَةِ ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُكَفَّرُ بِهِ الْخَطَايَا .
السَّبَبُ التَّاسِعُ : أَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَرْبُهَا وَشَدَائِدُهَا .
السَّبَبُ الْعَاشِرُ : رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ .

(ذكَرْتها باختصار ) .

وهذا في حق المسلم ، أما الكافر الذي مات على الكفر فإن كفره أعظم مِن أن يُكفَّر .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد