[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وبارك فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين يا شيخ عبد الرحمن
أسأل عن كيفية الجمع بين هاذين الحديثين
الحديث الأول: حديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه)
الحديث الثاني: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة)
فهذه الثلاث الأمور تقع مع عدم النية فكيف نجمع بين هذا الحديث والحديث السابق له وفيه أن النية شرط لكل عمل




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

تكون تلك الثلاث مما استُثني مِن اشتراط النية . وحتى لا تُتّخذ تلك الثلاث هُزوا ولَعِبًا .

وهي مثل ما لو استهزأ الإنسان بشيء مِن دِين الله ، فإنه يُحكم بِكُفر المستهزئ دون النظر إلى نِـيَّـتِـه .
ومثله مُشابَهة المشركين ، لا يُشترط فيها القصد .
وسبق بيان ذلك هنا :
هَلْ يُشْتَرَط القَصْد أو النِّيَة فِي التَّشَبُّـهِ بِالْكُفَّارِ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1065

ولا تُشتَرَط النية في أداء الحقوق ، فلو أدّى الإنسان ما عليه مِن دَين ، فإن ذمّته تبرأ ، ولم ينو أداء الدين ، مثل لو أهدى له هدية وسدّت مسَدّ الدَّين .
ولو امتنع مِن أداء الزكاة ، فأُخِذت منه ، فإنه لا يُطالَب بأداء الزكاة ، لِفُقدان النية في التي أُخِذت منه .

وأما ما يجري على اللسان دون قصد ، فهذا لا يقع به نكاح ولا طلاق ، وهو باقٍ على الأصل في حديث " إنما الأعمال بالنيات " .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد