|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل ترك الصحابة مكة خوفا مِن أنها تتضاعف فيها السيئات ؟
بتاريخ : 25-04-2013 الساعة : 12:13 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في الجهود و رفع الله قدركم شيخنا الكريم .
كنت قرأت قبل ذلك كلام لا أدري صحته ...
هل ترك الصحابة مكة خوفاً من أنها يتضاعف فيها الذنوب و ذهبوا إلى المدينة لأن المدينة لا يتضاعف فيها السيئات ؟ و إن كان نعم فهل هذا خاص بمكة كلها أم الحرم فقط ؟
و هل يتضاعف ثواب الأعمال الصالحة من قراءة القرآن و الذكر في الحرمين
وفقكم الله .

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أما مَن هاجَر مِن مكة فإنما يتركونها لئلا تنقطع هجرتهم ، ولذلك لَمّا مرض سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مكة وزَارَه النبي صلى الله عليه وسلم قال سعد : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَال : إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلا صَالِحًا إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَة ، ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ . اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ل، َكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ . يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا .
وقال عليه الصلاة والسلام : يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا . رواه البخاري ومسلم .
وكان الصحابة رضي الله عنهم ينْزِلون قريبا من حدود الْحَرَم ، فإذا أرادوا الصلاة دخلوا داخل حدود الْحَرَم ، وإذا أرادوا غير ذلك كانوا خارج حدود الْحَرَم ، لئلا تُضاعف عليهم فيه السيئات .
ومِن تعظيم الصحابة للحرَم أنهم كانوا يَرون أن ما يُباح خارج حدود الْحَرَم يُعتبر من الإلحاد في الْحَرم .
قال ابن عمر: كنا نتحدث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان : لا والله ! وبلى والله ! وكلا والله ! وكان له فسطاطان ، أحدهما في الحل والآخر في الحرم ، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الحرم ، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الحل ،.
قال القرطبي : صيانة للحرم عن قولهم : كلا والله ، وبلى والله ، حين عَظّم الله الذنب فيه .
وروى ابن أبي شيبة من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو أنه كان له فسطاطان : أحدهما في الحرم ، والآخر في الْحِلّ ، فإذا أراد أن يُصَلّي صَلّى في الذي في الحرم ، وإذا كانت له الحاجة إلى أهله جاء إلى الذي في الْحِلّ . فقيل له في ذلك ، فقال : إن مكة مكة .
وأصل هذا فعله عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في الْحَرَم ، وهو مُضطرب في الْحِلّ . كما في المسند .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|