|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل تجتمع عقوبة أخْذ الحسنات وطرح السيئات على من أخذ حقوق العباد ؟
بتاريخ : 02-07-2016 الساعة : 07:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ بارك الله فيكم وزادكم من علمه وفضله
هذا سؤال جديد ورد إلي :
قريت من فترة كتاب عن الغيبة وآفات اللسان وأنا أقرأ خطر على بالي سؤال
هل الإنسان عندما يغتاب يُؤخذ من حسناته ويأخذ سيئات وآثام على أمر الغيبة أيضا
يعني يجتمعون الأمرين سواء ؟ أم يؤخذ من حسناته فقط ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يُجمَع عليه أخذ حسنات وتحميل سيئات .
إما أن يأخذ الذي اغتُيب مِن حسنات من اغتابه ، فإن لم يكن له حسنات ، أو انتهت حسناته اقتصاصا من الخصوم طُرِح عليه مِن سيئات من بقي له حقّ .
ودلّ على هذا حديث المفلس .
قال عليه الصلاة والسلام : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شَتم هذا ، وقَذف هذا ، وأكل مَال هذا ، وسَفك دم هذا ، وضَرب هذا ؛ فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار . رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : من كانت له مَظلمة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ مِن سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .
ومِن الغرائب أن الإنسان إذا أبغض شخصًا أهداه حسنات عمله !
ورَحِم الله ابن المبارك حيث قال : لو كنت مُغتابا لاغتبت أمي ! فإنها أحق بحسناتي .
ولَمّا قيل للحسن : اغتابك فلان ، بَعَث إليه بِطَبق فيه رُطب ، وقال : أهديت إليّ بعض حسناتك ، فأحببت مكافأتك !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|