|
|
المنتدى :
إرشـاد الشـبـاب
كيف ننصح الشاب المراهق ونؤثر فيه ؟
بتاريخ : 26-03-2010 الساعة : 04:51 AM
كيف ننصح الشاب المراهق ؟ ونؤثر فيه بأن يتعامل بأسلوب صحيح ؟
فما هي إرشاداتك ونصائحك شيخي الكريم ؟

الجواب :
أمَّا التأثير فيه فهو قَبْل ذلك ، أي في مرحلة الطفولة ، بحيث تكون شخصية الْمُؤثِّر فيه – من مُعلِّم ووالِد – مَحَلّ قُدْوَة وأُسْوَة ، ومَحَلّ تقْدِير واحْتِرام .
وهذا يشترك في صُنْعِه البيت والْمَدْرَسَة .
فالأم في البيت مثلا تَصْنَع ذلك في مرحلة الطفولة ، ولَها الـيَـدٌ الطُّولَى في صُنْع ذلك ، بحيث تُغرِس في الطِّفْل منذ الصِّغَر احْتِرام أبيه ، وتوقيره .
وكذلك بالنسبة للمُعَلِّم .
أمَّا إذا بَلَغ مرحلة المراهقة فيحتاج – كما يُقال – إلى شَعْرَة مُعاوية رضي الله عنه .
بحيث تَكون الْمُعاملة بَيْن اللين والشِّدَّة .
فإذا رُئي مِن المراهق بعض اللين أُخِذ بالحَزم والشِّدَّة ، وإذا رُئي منه بعض الْجَفْوة ومُحاولة إثبات الشخصية ! فيُعامل باللين حتى يتم تجاوز تلك المرحلة الأخْطَر في العمر .
أمَّا الشِّدَّة فلا تُولِّد إلاَّ البغضاء والكراهية ، بل وإصرار الْمُراهِق على رأيه .
وعادة يُحاول الْمُرَاهِق إثبات شخصيته – أو وُجوده كما يُقال – فيقع في تصَادُم مع من حوله !
فإذا كان الْمُرَبِّي حَكيما وَضَع بيْنَه وبيْن الْمُراهِق ما يمتَصّ تِلك الصَّدَمات !
وكثيرا ما تُغْفَل لُغة الحوار بين الْمُربِّي وبين الْمُراهِق .
ويُغْفَل أيضا جَانب الـنُّصْح والوَعْظ .
وهذا أسلوب ربما يكون مهجورا ، سواء في مُعاملة المراهِق أو في التربية عموما ، وهو أسلوب تربوي جاء به القرآن ، وجاءت به السُّـنَّـة الـنَّـبَويَّـة .
يحتاج الْمُرَبِّي أحيانا إلى استغلال أوقات الصَّفاء عند المراهق ، أو عند الابن أو البنت ولو لم يَكن مُراهِقا .
فيعِظُه بِرِفْق ، ويُبيَّن له أن ذلك الأمر يُزْعِجه أو يُضايقه !
وهذا أمْر يجِده كل أحَد مِن نفسه ، فإن الإنسان في أوقات صفاء نفسه وأريحيَّتِه ما لو طُلِب مهما طُلِب لأعطاه بِنَفْس راضية ، وفي أوقات الكَدَر لو سُئل قُلامة ظِفر لَما أعطاها !
قال الإمام البخاري : باب مَوْعِظَة الرَّجُل ابْنَتِه لِحَال زَوْجِها .
ثم سَاق بإسناده قصة موْعِظَة عُمر رضي الله عنه لابنته حفصة ، وهي أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|