اليوم غُرّة شهر رجب الْمُعظّم الْمُحرّم
وهل تُشرَع فيه عبادات أو زيادة عبادات ؟ أو احتفالات ؟
💎 قال فضيلة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - وشهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحُرُم ، والأشهر الأربعة الحُرُم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب .
وقد وَرَد في هذا الشهر صلوات وأذكار لكنها ضعيفة لا تَثبُت بـها حُجّـة ، ولا تثبت بـها سُنّـة ، وإذا ثبت ذلك ؛ فإنه لا يجوز للإنسان أن يقول : هذا شهرٌ محرم سأزيد فيه من صلاتي وسأزيد فيه من ذِكْرِي ، وأزيد فيه من صيامي أو ما أشبه ذلك .
لمــاذا لا يجــوز ؟
لأن النبي صلى الله عليه على آله وسلم أدرك هذا الشهر . أليس كذلك ؟ هل زاد فيه على غيره ؟
لا .
إذا لم يَزد فيه على غيره فليس مِن حقّنا أن نقول إنه شهرٌ محرم نزيد فيه على غيره ؛ لأننا نحن متّبعون ولسنا مُبتَدِعين . ولو أن إنساناً اتّبع - فيما يتقرّب فيه إلى الله - اتّبع ذوقـه أو اتّبع رأيه لأصبح بلا دِيْن ، لأنه إنما يتّبع هواه لقوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
إذًا علينا أن لا نخص شهر رجب إلاّ بما خصّـه الله به ورسوله ، أنّه شهر محرم يتأكّد فيه اجتناب المحرمات ، وأنه لا يحل فيه القتال مع الكفار ، فإنه شهرٌ محرم ، والأشهر الحُرُم لا قتال فيها إلا إذا بدؤونا بالقتال ، أو كان ذلك سلسلة قتالية امتدّت إلى الشهر المحرم .
(اللقاء الشهري رقم ( 40 ))