العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.78 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : راجية العفو المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 10:22 PM

مجالات الدعوة واسعة وليست محصورة على مسميات ومراكز بل واجب ديني على كل مسلم , فما نصيحتك للذين يتكاسلون عنها ؟ أو يتخوفون مِن إلقاء النصيحة ؟


الجواب :
قلت سابقا : مِن شَرْط الدعوة إلى الله أن تكون على بصيرة ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) .
ولا أقصد أن يكون عَالِمًا ، وإنما يُشْتَرَط أن يَكون عَالِمًا بِما يَدعو إليه .


وفي الحديث : بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة . رواه البخاري .


وقال عليه الصلاة والسلام : فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مِن أن يكون لك حُمْر الـنَّعَم . رواه البخاري ومسلم .


قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : حَقيق بأهل العِلم والإيمان أن يُضَاعِفوا جهودهم في الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة ، وتحذيرهم من أسباب الهلاك ، ولا سيما في هذا العصر الذي غَلَبَت فيه الأهواء ، وانتشرت فيه المبادئ الهدّامة والشعارات المضللة ، وقَلّ فيه دُعاة الْهُدى ، وكَثُر فيه دُعاة الإلحاد والإباحية . اهـ .


وقال رحمه الله بعد كلام له عن الدعوة إلى الله : وبذلك يتضح لكل طالب عِلْم أن الدعوة إلى الله مِن أهم المهمات , وأن الأُمَّة في كل زمان ومكان في أشد الحاجة إليها , بل في أشد الضرورة إلى ذلك . اهـ .


وقال رحمه الله : دَلَّت الأدلة مِن الكتاب والسنة على وُجُوب الدعوة إلى الله عز وجل , وأنها مِن الفرائض , والأدلة في ذلك كثيرة ... وَصَرَّّح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فَرْض كفاية , بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة , فإن كُلّ قُطْر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها , فهي فَرْض كفاية إذا قام بها مَن يَكفي سَقط عن الباقين ذلك الواجب , وصارت الدعوة في حق الباقين سُـنَّة مُؤكدة , وعملا صالحا جليلا .
وإذا لم يَقُم أهل الإقليم , أو أهل القُطْر المعين بالدعوة على التمام , صار الإثم عاما , وصار الواجب على الجميع , وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه .


وقال رحمه الله : الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فَرْضًا عامًّا, وواجِبا على جميع العلماء وعلى جميع الْحُكّام الذين يَدينون بالإسلام , فَرْض عليهم أن يُبَلِّغُوا دِين الله حسب الطاقة والإمكان بالكتابة والخطابة , وبالإذاعة وبِكُلّ وَسيلة استطاعوا , وأن لا يَتقاعسوا عن ذلك , أو يتكلوا على زيد أو عمرو , فإن الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك , والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر مما كان قبل , ذلك لأن أعداء الله قد تَكَاتَفُوا وتَعاونوا بِكُلّ وَسيلة للصدِّ عن سبيل الله والتشكيك في دينه , ودعوة الناس إلى ما يُخْرِجهم مِن دِين الله عز وجل , فَوَجَب على أهل الإسلام أن يُقَابِلُوا هذا النشاط الْمُلْحِد بِنَشاط إسلامي, وبِدَعوة إسلامية على شتى المستويات , وبجميع الوسائل وبجميع الطرق الممكنة , وهذا مِن باب أداء ما أوجب الله على عباده من الدعوة إلى سبيله . اهـ .


وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
الدعوة إلى الله هي سَبيل الرُّسُل وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . يقول الله جل وعلا : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، والدعوة تكون للفَرْد وللجماعة ، في المساجد والأندية والجامعات والمدارس وغير ذلك مِن أماكن التجمع ، والدعوة عامة للكافِر والفاسِق والمؤمن ، فالكافِر لَعله يَرْجِع عن كُفْره، والفاسِق لعله يُقْلِع عن فِسْقه ، والمؤمن يزداد إيمانا وبصيرة . اهـ .


وأذكر أن أول حجّة حججتها كانت عام 1406 هـ ، ومَرَرْت بِأحَد المخيّمات ، وكانوا يُوزِّعون مَطويّات وبعض الكُتب ، فأخذت منهم مطوية فيها بعض أذكار الصباح والمساء ، وبعض الكُتب التي لا زِلْت أحتفِظ ببعضها !
ولا زِلْت أذكر أن المطوية كانت مطبوعة على ورق عادي ، ليس مثل بطاقات الأذكار الموجودة الآن ، فاحْتَفَظْت بها في جيبي حتى حَفِظْتُها .
وزِدْت عليها أشياء ، ونَقَصْت منها أشياء لَمَّا رأيت أنها لا تَصِحّ .
ولا زِلْت – بِحَمْد الله – أُحافِظ على الأذكار منذ ذلك العام .


فلا تَحقِرنّ مِن المعروف شيئا .


ورُبّ كلمة لاقَتْ أذُنًا صَاغية ، وقَلبًا مفْتُوحًا ، فكانت سبب هداية إنسان ، وسلوكه الطريق المستقيم ؛ فكان للداعي مثل أجْره .


وربما كانت الدعوة الفَرْدِيّة أبلغ مِن دعوة الجميع .




هل لنا بحديث عن فضل الدعوة إلى الله ؟


الجواب :
الدعوة إلى الله عَزّ وَجَلّ هي وظيفة الأنبياء والرُّسُل عليهم الصلاة والسلام .
قال ابن القيم رحمه الله : فالدعوة إلى الله تعالى هي وَظِيفة المرسلين وأتباعهم ، وهم خُلَفَاء الرُّسُل في أممهم ، والناس تَبَع لهم . اهـ .


والدعوة إلى الله هي أحسن القول والعَمَل .
قال تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
روى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري أنه تَلاَ هذه الآية : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فقَالَ : هَذَا حَبِيبُ اللَّهِ ، هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ ، هَذَا صَفْوَةُ اللَّهِ ، هَذَا خَيْرَةُ اللَّهِ ، هَذَا أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ ، أَجَابَ اللَّهُ فِي دَعْوَتِهِ ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى مَا أَجَابَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ دَعْوَتِهِ ، وَعَمِلَ صَالِحًا فِي إِجَابَتِهِ ، وَقَالَ : إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .


قال ابن كثير رحمه الله : يقول تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) ، أي : دَعا عباد الله إليه ، (وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، أي : وهو في نفسه مُهْتَدٍ بِمَا يَقُوله ، فَنَفْعُه لِنفسه ولغيره لازم ومُتَعَدٍ ، وليس هو مِن الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه ، ويَنهون عن المنكر ويأتونه ، بل يأتَمِر بالخير ويَتْرك الشر ، ويَدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى . وهذه عامة في كل مَن دَعا إلى خير ، وهو في نفسه مُهْتَد . اهـ .


وقال ابن القيم رحمه الله : فهذا النوع أفضل أنواع الإنسان وأعلاهم درجة عند الله يوم القيامة ... ولا يكون من أتْبَاع الرَّسُول على الحقيقة إلاَّ مَن دَعا إلى الله على بَصيرة . قال الله تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) . فقوله : (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) تفسير لِسَبِيلِه التي هو عليها ، فَسَبِيله وسَبيل أتْبَاعِه الدعوة إلى الله ، فمن لم يَدْعُ إلى الله فليس على سَبِيلِه . اهـ .


وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : فأنت يا عبد الله يكفيك شَرَفًا أن تكون مِن أتباع الرُّسُل, ومِن الْمُنْتَظِمِين في هذه الآية الكريمة : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) . اهـ .


والدعوة إلى الله دليل صِدْق مع الله .
قال قَتَادَةَ في قَوْلُهُ تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) ، قَالَ : هَذَا عَبْدٌ صَدَّقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ ، وَمَوْلَجَهُ مَخْرَجُهُ ، وَسِرَّهُ عَلاَنِيَتُهُ ، وَشَاهِدَهُ مَغِيبُهُ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ عَبْدٌ خَالَفَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ ، وَمَوْلَجَهُ مَخْرَجُهُ ، وَسَرَّهُ عَلاَنِيَتُهُ ، وَشَاهِدَهُ مَغِيبُه . رواه ابن جرير الطبري في تفسيره .


قال ابن القيم رحمه الله : مقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد . قال تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) ، وقال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .


والدَّاعِي إلى الله دَليل الْخَلْق إلى الله ، فهو يَدُلّ الْخَلْق على الله .


والدَّاعِي إلى الله يَعَمل لله تعالى ، ويَعمل لِمَصْلَحة نفسِه ، ولِمَصَالِح الْخَلْق ، فهو ساعٍ في نفع نفسه وفي نفْع غيره .
قال عليه الصلاة والسلام : مَن دَعا إلى هُدى كان له مِن الأجْر مثل أُجُور مَن تَبِعه لا يَنقص ذلك مِن أجُورهم شيئا . رواه مسلم .


ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرْفَع الناس مَنْزِلة وأفضلهم .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْنَا عَشْرًا ، وَإِذَا سَأَلْنَا اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْنَا شَفَاعَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكُلُّ ثَوَابٍ يَحْصُلُ لَنَا عَلَى أَعْمَالِنَا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِنَا شَيْءٌ ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " ، وَهُوَ الَّذِي دَعَا أُمَّتَهُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ أُمَّتُهُ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ الصَّحَابَةُ وَالسَّلَفُ يَهْدُونَ إلَيْهِ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ وَلا يَحُجُّونَ عَنْهُ وَلا يَتَصَدَّقُونَ وَلا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَيَهْدُونَ لَهُ ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا يَعْمَلُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ ، لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْء . اهـ .


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْرَح ويستَبْشِر إذا هَدَى الله أحدًا على يديه .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا صَبِيا يَهوديا فأسْلَمَ ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه مِن النار . رواه البخاري .


والكلام في فضْل الدعوة إلى الله يَطول .


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بطاقات من أقوال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 2 07-09-2016 05:45 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم يتحدّث عن الرؤى والأحلام راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 04-01-2013 11:26 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم يتحدّث عن سبب تأخر النصر راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 04-01-2013 10:53 PM
حلقات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم في قناة المرقاب راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 21-10-2012 10:03 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم على قناة دُرَّة راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 21-10-2012 10:00 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى