|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل نحاسب على ما نحن به من خير ونعمة
بتاريخ : 07-11-2016 الساعة : 01:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
شيخنا الحبيب حفظك لله ورعاك لايخفى عليكم ما يقع على أهلنا السوريين نسأل الله لهم النصر والتمكين.
ونرى ما به من تشريد وجوع والبرد.! ونحن نتنعم بهذا الخير ، وبعض الأحيان نقصر على أنفسنا من كل شيء مواسيا لأهلها السوريين
فهل نحاسب على ما نفعله وفقكم الله ؟
وجزاكم الله خيرا.

الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وحَفِظَك الله ورَعَاك .
نسأل الله لإخواننا النصر والتمكين ، واللطف بهم وبأهاليهم وأولادهم .
كُلّ نعيم يُسأل عنه العبد يوم القيامة ، حتى الماء البارد .
فإن نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم اعتبر الماء البارد والرُّطَب مِن النعيم .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : خرج النبي صلى الله عليه و سلم في ساعة لا يَخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال : ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه ! فلم يلبث أن جاء عمر فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوع يا رسول الله ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وأنا قد وجدت بعض ذلك ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم ابن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خَدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يَسْتَعْذِب لنا الماء ، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بِقِرْبة يَزْعَبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه و سلم ويُفَدّيه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بِقنو فَوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أفلا تنقيت لنا مِن رُطبه ؟ فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا - أو قال : تخيّروا مِن رُطبه وبُسْره - فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيام ؛ ظِلّ بارِد ، ورُطَب طيّب ، وماء بارِد . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ - يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ - أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ ؟ رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
قال جابر بن عبد الله رضيَ اللّهُ عنهما : جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ، فأطعمناهم رُطبا وسقيناهم من الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا مِن النعيم الذي تُسألون عنه . رواه أحمد والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال الحسن البصري : كانوا يَعُدّون النعيم أن يَتَغَدّى الرَّجُل ثم يتعشى !
وسبق :
إذا مـسّ بالسراءِ عـمَّ سرورُها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6304
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|