| 
	 | 
 
 
					 
 
			
			
			
			
  
 
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
قسـم الفتـاوى العامـة
 
ما الرد على من يهوّن من شأن يوم القيامة ويراه يوما سعيدا وحفلة ؟ 
			
			 
			
				بتاريخ : 08-02-2020 الساعة : 01:28 AM
			
			
			
		
		
 
 
ما رأيك بهذا المنشور ؟ 
من طفولتنا وحتى الممات عندما نذكر يوم القيامة نشعر برعب ولكن نشر أحدهم عن يوم القيامة بطريقة شيقة بعيدة عن التخويف وهذا ما كتب : 
لتكن على الموعد الجميل فالموعد قد اقترب ! 
سيكون يومًا رائعًا عندما تُبعث وترى الملائكة في انتظارك تتلقاك {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} 
سيكون يومًا رائعًا عندما تطلقها صرخة في العالمين من الفرح {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} 
سيكون يومًا سعيدًا عندما تنظر خلفك وترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} 
سيكون يومًا في غاية الروعة وأنت تمشي ولأول مرة في زمرة المرضي عنهم ويتقدمك النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} 
سيكون يومًا جميلًا جدًا عندما تكون ضيفًا مرغوبًا وتسمع نداءً خاصًا لك "ادخل" {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} 
لن تكون قادرًا على إخفاء نضارة وجهك السعيد عندما يكون رفيقك هناك (محمد وموسى وعيسى ونوح وإبراهيم عليهم السلام) {فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} 
هناك ستتذكر ما تلوته هنا {أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} 
استعد جيدًا  لحفلة تكريم سرمدية ،كن على العهد ، واصل المسير . 
_____________________________________   
 
الجواب : 
 
هذا وَضَع آيات في غير موضعها ، واستدلّ به على غير المراد ، وغير ما جاءت به في سياق الآيات . 
وهذا الاستدلال مُتعقّب مِن عِدّة أوجُه . 
 
الوجه الأول : 
أنه ساق آيات في دُخول أهل الجنة الجنة ، وآيات قبل دُخول أهل الجنة الجنة . 
وما وَرَد في ذِكْر تحاوُر أهل الجنة . 
وهذا لا يصِحّ أن يُقال فيه يوم القيامة على إطلاقه . 
وأغْفَل الآيات التي فيها تعظيم يوم القيامة . 
 
الوجه الثاني : أنه خِلاف ما جاء في تعظيم وتهويل يوم القيامة . 
والآيات الوارِدة في هذا الشأن لم يُعرَّج عليها في هذا المنشور ، ولم يُشَر إليها . 
والواجِب تعظيم ما عَظّمه الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . 
ويوم القيامة يوم عظيم . 
قال الله عزّ وجَلّ : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) 
وسَمّاه الله يوم " التَغابُن " ، ويوم " الصّاخّة " ويوم " الفَزَع " ويوم " الطّامّة " . 
وقال الله عزّ وجَلّ في وصف قيام الساعة : (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) 
قال ابن كثير : أَيْ : أَمْرٌ كَبِيرٌ ، وَخَطْبٌ جَلِيلٌ ، وَطَارِقٌ مُفْظِعٌ ، وَحَادِثٌ هَائِلٌ ، وَكَائِنٌ عَجِيب . 
وَالزِّلْزَالُ : هُوَ مَا يَحْصُلُ لِلنُّفُوس مِن الْفَزَع وَالرُّعْب . 
وقال : وَالأَحَادِيثُ فِي أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة وَالآثَارُ كَثِيرَةٌ جِدًّا . اهـ .  
 
قال ابن القيم : اشْتَر نَفسك اليَوم فإن السّوق قَائِمَة ، وَالثمن مَوْجُود ، والبضائع رخيصة ، وَسَيَأْتِي على تِلْكَ السُّوق والبضائع يَوْم لا تَصِل فِيهَا إلى قَلِيل وَلا كثير : ذَلِكَ يَوْم التغابن ، يَوْم يَعَضّ الظَّالِم عَلى يَدَيْه . اهـ .  
 
الوجه الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَفَزع ليوم القيامة ، ويستعيذ بالله مِن شرّ ذلك اليوم . 
وفي حديث أَبِي مُوسَى رضي الله عنه ، قَال : خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ . رواه البخاري ومسلم .  
 
وفي دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " والنسائي في " الكبرى " والحاكم وصححه . 
 
والنبي صلى الله عليه وسلم قال  : فيُضْرَب الصّراط بين ظَهْرَاني جَهنّم ، فأكُون أول مَن يَجُوز مِن الرّسُل بِأُمّته ، ولا يتكلم يومئذ أحَدٌ إلاّ الرّسُل ، وكلام الرّسُل يومئذ : اللهم سَلِّم سَلِّم . رواه البخاري ومسلم .  
 
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا) : قَالَ: الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ، فَتَمُرُّ الطَّبَقَةُ الأُولَى كَالْبَرْقِ ، وَالثَّانِيَةُ كَالرِّيحِ ، وَالثَّالِثَةُ كَأَجْوَدِ الْخَيْلِ ، وَالرَّابِعَةُ كَأَجْوَدِ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ يَمُرُّونَ وَالْمَلائِكَةُ يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم . رواه ابن جرير في " تفسيره " . 
 
والناس تَفزَع يوم القيامة إلى الأنبياء فيأتون آدم عليه الصلاة والسلام حتى يَنتهوا إلى محمد عليه الصلاة والسلام ؛ فيشفع للخلائق في القضاء بينهم . كما في أحاديث الشفاعة يوم القيامة . 
 
الوجه الرابع : أن يوم القيامة يوم فَزَع ، فيَذهَل كُل قَريب عن قَرِيبه . 
قال الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) 
قَالَت عائشة رضي الله عنها : قُلْت : يَا رَسُول الله هل يَذْكُر الْحَبِيب حَبِيبَه يَوْم القِيَامَة ؟ قَال : يَا عَائشة أمَّا عِنْد ثَلاث فَلا : أمَّا عِنْد الْمِيزَان حَتى يَثْقُل أوْ يَخِفّ ؛ فَلا ، وأمَّا عِنْد تَطَايُر الكُتُب ، فَإمَّا أن يُعْطَى بِيَمِينِه أوْ يُعْطَى بِشِمَاله ؛ فَلا ، وحِين يَخْرُج عُنُق مِن النَّار فَيَنْطُوي عَلَيهم ويَتَغَيَّظ عَليهم . رواه أحمد ، وفي إسناده : ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، وله شاهِد يَرْتَقِي به إلى الْحَسَن . 
 
وصحيح أنه يُخفّف عن المؤمن يوم القيامة ، إلاّ أن الكلام عن يوم القيامة وعن تعظيمه كما جاء في الكتاب والسّنة . 
 
الوجه الخامس : أن السَّلَف كانوا يَستحِبّون أن يَكون الإنسان على وَجَل وخَوْف في حال الصّحة ، وأن يُغلِّب جانب الرجاء عند الموت . 
وكانوا يَخافُون أن لا يُتقبّل منهم . 
وهذا خلاف ما جاء في المنشور مِن قول : (استعد جيدًا لحفلة تكريم سرمدية) 
والمسلم يَعمل العَمل الصالح ويَرجُو رَحمة ربّه ، ويخاف أن يُردّ عليه عَمَله . 
وكان السلف يتّهمون أعمالهم ، ويخشون أن تُردّ عليهم لتقصيرهم فيها مع اجتهادهم . 
و لذا لَمَّا نَزَل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) قالت عائشة رضي الله عنها : سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أهُم الذين يَزنون ويَسرقون ويشربون الخمر ؟ قال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يُصَلُّون ويَصُومُون ويَتَصَدَّقُون ، وهم يَخَافُون أن لا يُقْبَل منهم ، أولئك الذين يُسَارِعُون في الخيرات . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني . 
 
ولَمَّا جاء سائل إلى ابن عمر رضي الله عنهما ، فقال ابن عمر لابنه : أعْطِه دِينارًا . فأعْطَاه ثم قال له ابْنُه : تَقَبَّل الله مِنك يا أبَتَاه . فقال : لو عَلِمْتُ أنَّ الله تَقَبَّل مِنِّي سَجْدة واحِدَة ، أوْ صَدَقة دِرْهم واحِد لم يَكُن غَائب أحَبّ إليّ مِن الْمَوْت . أتَدْرِي مِمَّن يَتَقَبَّل الله ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . 
وكان فُضَالة بن عُبيد رضي الله عنه يقول : لأن أكُون أعْلَم أنَّ الله تَقَبَّل مِنِّي مِثْقَال حَبَّة مِن خَرْدَل أحَبّ إليَّ مِن الدّنيا ومَا فيها ؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى يَقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . 
 
قال الحسن البصري : إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمْنًا . 
يعني إساءةً في العمل وأمْنًا مِن مَكْر الله 
 
وكان مُطرّف بن عبد الله يقول : لأن أبيت نائما ، وأصبح نادِمًا ، أحب إليّ مِن أن أبيت قائما ، فأصْبِح مُعْجَبا . يعني بِعَمَلِه . 
 
ومِن كَمَال العَقل : أن لا يَغتَرّ الإنسان بِسَعة رَحمة الله عزّ وجَلّ ، وأن يكون مُستعِدّا لِما بَعد الموت ، لا أنه يَرى أن ما بعد الموت (حَفْلَة) ! 
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه رَجُل مِن الأنصار ، فَسَلّم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا رسول الله ، أيّ المؤمنين أفضل ؟ قال : أحْسَنُهم خُلُقا . 
قال : فأيّ المؤمنين أكْيَس ؟ قال : أكْثَرُهم للمَوت ذِكْرا ، وأحْسَنهم لِمَا بَعده استِعْدَادا ، أولئك الأكْيَاس . رواه ابن ماجه وابن عبد البر في " الاستذكار " ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .  
قال السّنْدِيّ : قوله : " أحْسَنهم خُلُقا " بِضَمّتَين ، أي : الذين يُحْسِنون مُعَامَلتهم مع الله ومَع الناس فيكون أفضل . اهـ .  
وفي " لِسَان العَرَب " : قال أبو العباس : الكيّس العاقِل ، والكَيْس خِلاف الْحُمْق ، والكَيْس العَقْل . اهـ .  
 
الوجه السادس : أنه لم يأتِ بِقَول عَالِم مُعتَبَر على ما قال ، بل قال ما انقَدَح في ذِهنه ، دون أن يسنِد كلامه بِكلام أهل العلم . 
ورَحِم الله الإمام أحمد إذْ كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسألة ليس لك فيها إمام . 
 
والسَّلَف كانوا يُعظِّمون القول في القرآن بِغير عِلْم 
ورَحِم الله الإمام مالك إذْ كان يقول : لا أُوتَي بِرَجُلٍ غير عالِم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً ! 
 
وكثير مِمّن يَكتب أو يتكلّم وينشر ويُجادِل في مواقع التّواصُل : إنما يتكلّم بِعاطِفة ، ويُجادِل بالباطِل ؛ لأن الذي يُجادِل إما أن يَكون مُجادِلا بِالْحَقّ ؛ وهذا عن عِلْم وبصيرة ، ويَكون عُرِف بالعِلْم وطَلَب العِلْم . 
وإمّا أن يكون مُجادِلا بِالباطِل ؛ فيُجادِل ويتكلّم بغير عِلْم ، ولا عُرِف بِطَلب العِلْم وهذا كثير . 
وكثير ممن يُجادِل ويَكتب وينشر يتَخَفّى تحت اسْم مُستَعار ! 
والعِلْم لا يُؤخذ مِن مَجْهول ! 
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيكون في آخر أُمّتي أناس يُحَدّثُونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ؛ فإياكم وإياهم . رواه مسلم في " الْمُقدِّمة " . 
 
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الشيطان ليَتَمَثّل في صُورَة الرّجُل ، فيأتي القوم فيُحَدّثهم بِالْحَدِيث مِن الكَذِب ، فيَتَفَرّقون ، فيَقُول الرّجُل منهم : سَمِعتُ رَجُلا أعرف وَجْهه ، ولا أدري ما اسْمُه يُحَدِّث . رواه مسلم في " الْمُقدِّمة " . 
 
تنبيه :  
إذا وَصَلَك منشور أو رسالة وقيل فيها : لأول مرة تسمع هذه المعلومة ، أو : منذ صغرنا ونحن نسمع كذا ، أو (مَلعُوب علينا) ، فتوقّف عن نشرها ؛ لأن العلماء في الغالب ما تَرَكوا شيئا إلاّ بيّنوه ونَبّهوا عليه . 
ولأن ما يَنفَرِد به المتأخِّر عن المتقدِّمِين يكون غالبا خطأ . 
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول يَنْفَرِد به المتأخِّر عن المتقدمين ولم يَسبقه إليه أحدٌ منهم ؛ فإنه يكون خطأ . اهـ . 
 
وسبق : 
مَن هو المخوّل والذي يحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟ 
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12836 
 
هل ضَرْب الزوجة في القرآن الكريم يعني الْمُبَاعَدَة والْمُفَارَقة ؟ 
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12837 
 
هل صحيح : أن مِن علامات الساعة زوال جبال مكة ، وقيام الأبراج فيها ، ووجود الأنفاق ؟ 
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12838 
 
والله تعالى أعلم  
 
 
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم 
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
	
	
 | 
 
 
 | 
		
 |   
 |