العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عبق المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي ما بال ام الدرداء مبتذّلة؟
قديم بتاريخ : 25-02-2010 الساعة : 04:10 PM

ما بال ام الدرداء مبتذّلة؟




زار سلمان الفارسي رضي الله عنه أخاه أبا الدرداء رضي الله عنه فما وجده لكنه وجد أم الدرداء وهي متبذِّلة ، فسألها عن شأنـها .
فقالت : أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة في الدنيا !
فجاء أبو الدرداء ، فصنع له طعاما .
فقال له : كُل .
قال : فإني صائم .
قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . قال : فأكل .
فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال : نَـم ، فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم .
فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن ، فَصَلَّيَا .
فقال له سلمان : إن لربك عليك حقّـا ، ولنفسك عليك حقّـا ، ولأهلك عليك حقّـا ، فأعطِ كل ذي حق حقّه ، فأتى أبو الدرداء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان . رواه البخاري .

ومعنى ( متبذّلة ) أي لابسة ثياب البذلة وهي المهنة ، أي أنـها تاركة الزينة . وعرّضت عن إعراض زوجها عنها بقولها : أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة !

قال ابن حجر : وفيه جواز النهى عن المستحبات إذا خشي أن ذلك يُفضي إلى السآمة والملل وتفويت الحقوق المطلوبة الواجبة أو المندوبة الراجح فعلها على فعل المستحب المذكور . انتهى .

فانظر إلى فقه هذا الصحابي الجليل - أعني سلمان رضي الله عنه - كيف قدّم الحقوق والواجبات على النوافل من صيام النهار وقيام الليل ، وما ذلك إلا لأن حق الأهل أولى ، وهو ما أقرّه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فكيف بمن يضيع الأوقات في السهر على المحرمات ، ويترك الحقوق والواجبات ؟!

إذا المسألة مُوازنة بين الحقوق والواجبات

وإذا تعارضت حقوق الخلق مع نوافل الطاعات قُدّمت حقوق العباد على نوافل الطاعات .

والأمر يحتاج إلى موازنة

وكثير من الناس بحكم رفع الحرج والكلفة بينه وبين زوجته وأولاده يُعطيهم فضلة وقته – هذا إن فضُل لهم فضلة ! –

فتُنهك قواه في عمله
وتنتهي طاقته في وظيفته
وربما انتهى وقته مع رفقته

ثم يأتي ليُلقي جسداً مُتعباً مُنهكاً - كأنه خشبة – يُلقيه على فراشه
وربما لا يرى أولاده إلا في المناسبات

أحدهم اشتغل في الدعوة إلى الله في السجون حتى ذهب عامة وقته فيها ، فلا يأتي إلى بيته إلا وقد نام الجميع !
فقال له أحد أبنائه يوماً : يا أبي ! هل تُريدنا ندخل السجون حتى ترانا ؟!
فانتبه الأب ، والْتفتْ إلى زوجته وأولاده وأعطاهم بعض حقوقهم

والبعض الآخر يقول : أولادي يعذرونني !

ثم إذا أهملهم فوقعوا في مصيبة أو زلّت بهم القدم لم يعذرهم بل يُلقي باللوم واللائمة عليهم !

وهو الأولى بأن يُـلام
وهو حقيق بأن يوبّـخ

وأن يُقال له :
إن لربك عليك حقّـا ، ولنفسك عليك حقّـا ، ولأهلك عليك حقّـا ، فأعطِ كل ذي حق حقّـه .

وأن يُقال له : إن لجسدك عليك حقّـأً ، وإن لعينك عليك حقّـاً ، وإن لزوجك عليك حقّـاً ، وإن لزورك عليك حقّـاً .


فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس
 



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى