[محب السلف]

السؤال :

السلام عليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن .

سمعت البعض يضعف حديث الافتراق على ثلاث وسبعين فرقة . وأنه لا عبرة به . فما درجة هذا الحديث من الصحة ؟ وما المقصود بقوله ( كلها في النار إلا واحدة ) وهل هذا يعني أنهم كفار ؟

وفقكم الله .



الجواب/ الحديث صحيح بمجموع طُرقه وهذا الحديث يتضمن التحذير من الافتراق شأنه شأن أحاديث الوعيد وليست كل الفرق خالدة مُخلّدة في النار ،

وإنما يُقال فيها ما يُقال في أحاديث الوعيد - كما أسلفت - فيدخل النار من استحق دخولها ويُطهّر من كان من أهل التطهير ثم يُخرج منها ، ويخلد من كان من أهل الخلود . و

لا يعني هذا الحديث أن كل الفرق التي وُجد عندها بدعة أو مُفارقة للجماعة أنها كافرة ، وغنما تُعرض كل فِرقة بحسب ما عندها من البدع فليست بدعة المرجئة أو الخوارج كبدعة الرفض أو التجهّم فالرافضة والجهمية كفّرهم العلماء بخلاف المرجئة والخوارج ،

وإن كان الخلاف جرى في تكفير الخوارج ، لكن الصحيح أنهم ليسوا كفاراً . ولا يعني هذا التهوين من شأن البدع والمحدثات فقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على التحذير والتنفير من الافتراق .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض